"وأبناؤنا في الخرخير نتركهم لمن؟"، بهذه العبارة أجاب مدير عام التربية والتعليم بمنطقة نجران ناصر المنيع على تساؤلات المعلمين الجدد الذين تم توجيههم لبدء حياتهم الوظيفية في محافظة الخرخير التي تبعد 800 كم عن مدينة نجران, حيث اعترض جمع من المعلمين الجدد طريق المنيع أثناء زيارته التفقدية التي اختتمها أخيرا إلى مدارس المحافظة وكان سؤالهم الأول له "متى تنقلنا من هذه المحافظة؟"، ليدور بعدها حوار تربوي ساخن بينه وبين المعلمين الشباب.

المسؤول الأول عن التربية والتعليم في منطقة نجران حاول جاهدا إقناع المعلمين الجدد بأن المملكة وطن واحد في جميع أرجائه وأنهم ما زالوا شبابا وكلهم حيوية وهمة، وأن فرصتهم في تكوين مستقبلهم كبيرة خاصة أن وزارة التربية تمنح لمعلمي الخرخير بدل نائي 9%، وثلاثة رواتب بنهاية العام الدراسي مع إمكانية الحصول على عائد مادي أكبر لمن يتمكن منهم من التدريس الليلي في ظل وجود سكن خاص مكون من دورين تدفع إيجاره الدولة, أما المعلمون الجدد فتحججوا بأن تعيينهم في قلب صحراء الربع الخالي أحبطهم نفسيا لدرجة وصف أحدهم طريق شرورة – الخرخير البالغ 510كم بالطريق الأخرس نظرا لانقطاع الحياة فيه تماما نتيجة غياب محطات الوقود وانقطاع خدمة الهاتف الجوال منذ الكيلومتر الأول لمفرق شرورة حتى مدخل محافظة الخرخير فيما تعذر البعض الآخر أنه لا يستطيع العمل في مثل الظروف المناخية للمحافظة التي ترتفع فيها درجات الحرارة خلال فصل الصيف، أما المتزوجون منهم فيؤكدون أن الخرخير لا تحتوي على سكن مناسب لعائلاتهم, لينتهي هذا الحوار الساخن بتأكيد مدير عام التربية والتعليم بنجران أن مدارس المحافظة طوال السنوات الماضية شهدت تعيين معلمين شباب أكفاء مكثوا برغبتهم واختيارهم لأعوام عديدة وتركوا بصمة على أبنائنا الطلاب وأن توجيههم إلى الخرخير كان حسب المفاضلة التي أقرتها وزارة التربية والتعليم عندما كان هؤلاء المعلمون أو غيرهم يطرقون أبواب وزارتي التربية والخدمة المدنية أملا في توظيفهم.

وفي نهاية اللقاء حث المنيع المعلمين على الصبر ومخافة الله في السر والعلن وخدمة أبناء المحافظة بما يرضي الله ثم يرضي ضمائرهم خاصة مع حلول اختبارات نهاية العام الدراسي.