الظروف الاحترازية لمكافحة فيروس كورونا فرضت بقاء الناس في منازلهم عبر العالم، لأن الوباء أشبه ما يكون بالنار، فلا تقتربوا منها فتحرقكم، وإنما تباعدوا عنها حتى تنطفئ. وليس هناك أسهل من هذا الحل، وهو البقاء في البيت مع أهلك.

ولكن نتج عن حظر التجول ولزوم المنازل بعض المشكلات عند أقلية من الناس، بسبب عدم قدرتهم على المعايشة الطويلة فيما بينهم.

وهنا تكمن المشكلة، إذ كيف لا يستطيع التأقلم حتى في بيته، فكيف لو كان في خارج البلاد أو في أماكن غير آمنة.


وينبغي أن نغتنم الفرصة لفتح أبواب «الحوار المنزلي» بين الزوج وزوجته، والأب وأولاده، إذ كان كثير منا في حال تقصير خلال الفترات الماضية، إما بسبب مشاغل الحياة، أو الركض لطلب الرزق.

ولذا، بدلا من أن يكون البقاء في المنازل سببا للمشكلات وربما الطلاق والعنف مع الأولاد، فيجب أن يكون فرصة لفتح آفاق جديدة كانت غائبة في علاقتك مع أهل بيتك، لتكتشف أشياء كانت مستترة عنك، وتقصيرات كانت تئن من الإهمال، فضلاً عن فرصة المصارحة مع الأولاد، ومعرفة حياتهم الخاصة، وكيف يفكرون ويتصرفون، لا من أجل انتهاك خصوصياتهم، وإنما من باب الرعاية التربوية والمسؤولية الأبوية.

لنجعل من «التباعد الاجتماعي» فرصة للرجوع إلى ذواتنا، والغوص في زوايا كانت زحمة الحياة قد أشغلتنا عنها.

والحكيم الذي يغتنم الفرص البيضاء في الليالي السوداء.