توصل الباحث يوسف السلمي، في قسم علم النفس بجامعة أم القرى، إلى تصور حديث ومغاير لمفهوم الذكاء الاجتماعي بصورته التقليدية وهو الذكاء التفاعلي؛ حيث يرى أنه مفهوم فرضته الثورة الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي وأن من يملك ذكاء تفاعلياً في العالم الواقعي والافتراضي ولديه القدرة على التعامل مع التقنية يستطيع تحقيق الكثير من النجاحات وتكوين علاقات ناجحة مع الآخرين دون وجوده في عالمهم الواقعي وتكوين صداقات تصل إلى الآلاف مع أشخاص من ثقافات ومستويات وأعمار مختلفة والتأثير فيهم.

ذكاء مرتفع

أكدت نتائج الدراسة التي أجراها السلمي في رسالته لنيل درجة الدكتوراه والتي كانت بعنوان «الذكاء التفاعلي والمعتقدات المعرفية وعلاقتهما بالأمن الفكري في ضوء المتغيرات الديموغرافية» بوجود علاقة وتفاعل بين الذكاء التفاعلي والمعتقدات المعرفية والأمن الفكري. أسفرت النتائج عن وجود مستوى مرتفع من الذكاء التفاعلي والأمن الفكري لدى عينة الدراسة مع وجود فروق بين الطلاب في مجتمع القرية (محافظة الكامل) والطلاب في مجتمع المدينة (مكة المكرمة) في مستوى الذكاء التفاعلي لصالح الطلاب في مجتمع القرية في جوانب الكفاءة الاجتماعية والكفاءة الذاتية والتفاعل مع العالم الواقعي نتيجة ما يجده المراهق في مجتمع القرية من صور مختلفة للتفاعل مع البيئة الاجتماعية وتحمل للمسؤولية وتفاعله مع الراشدين ومجالستهم واكتسابه العديد من المهارات الاجتماعية نتيجة تفاعله الاجتماعي المستمر والتي يفتقدها المراهق في مجتمع المدينة. وأشارت الدراسة إلى عدم وجود فروق في مستوى التفاعل في العالم الافتراضي في الفضاء السيبراني بين المراهقين في مجتمع القرية والمدينة والذي قد يعود لتساوي الفرص والإمكانيات في استخدام تقنية الإنترنت والتعليم لدى عينة الدراسة.


تحقيق الأمن الفكري

أشار السلمي إلى أهمية التفاعل الاجتماعي الإيجابي في العالم الواقعي في اكتساب المهارات الاجتماعية وتكوين شخصية سليمة متزنة، وكذلك أهمية التفاعل في العالم الافتراضي في حماية عقول المراهقين من الأفكار المشبوهة والمتطرفة وأن يكونوا ناقدين للمعلومة ومنتجين ومصدرين لها وغير متلقين ولا مستهلكين لمعلومات غير موثوقة ومشبوهة تستهدف أمنهم وأوطانهم من حسابات في وسائل التواصل الاجتماعي.

توصيات الدراسة

الاهتمام بالذكاء التفاعلي في مدارس التعليم العام

ربط مفهوم الأمن الفكري بالوحدة الوطنية

التفاعل مع العالم الافتراضي لا يغني عن التفاعل مع الواقع

ضرورة متابعة الأبناء ومشاركتهم قضاياهم وحواراتهم