شاطئ :

السياسة والحب والبحر من الشاطئ أجمل و أسلم !

أنيس منصور


غرق:

واستأذنك فإن (الطرطشة) على شاطئ الشعر ليست إلا قرارا تتخذه لتغرق! لتكتشف أن الشعر أصعب من السياسة وأعذب من الحب و أخطر من البحر.

ولربما أوجعك الشعر لأنه مس جرحك، فيترامى صدقه في ذكرياتك, وتتنامى أبعاده في روحك. لكن ماذا لو أنه قذف بك فجأة في خضم حممه، تدفعك رغبة غامضة في الغرق ، وتعتمل الغيوم في روحك و تهطل الأمطار عبر عينيك، والبركان لا ينطفئ!

هل تصدق أن ثماني خطوات كافية لنقلك من مكتبك إلى فوهة البركان؟

صدّق ، وحاول إطفاء البركان بمطر الشجن!

غريب الدار ومناي التسلّي ......اسلّي خاطري عن حب خلّي

وفي رف الغربة نرتب قواميس الوجع، ماذا لو أنك اخترت التغرب بنفسك وماذا لو كان الغرض نسيان حبيبك؟

سمعت الشور من قاصر معرفة ... ...يحسب البعد عن داره يسلّي

ألا ترى أنك ترتكب الجريمة تلو الجريمة؟

أسافر عنه من ديرة لديرة ....عساي أسلاه

لكن ما حصل لي إمعان في المحاولات، إصرار على النسيان والغربة تتفاقم، ولا سبيل للسلوى!

فالسجان مسجون في صدرك، والجلاد يمتطي قلبك، ويستل سياطا من شرايينك ويجلدك بها !

اهوجس فيه وانسى انّي نسيته .......وأفكر في ليال ٍ قد مضن لي

تتبلد سماء الغربة بالألم فتحجب النسيان، وتضع السحب أثقالها فتتوهج الذكريات العذبة! هل يكفي هذا لتبرير الفشل؟

أنا لا جيت ابنساه التوا بي .............خياله وانهمر دمعي يِهلّي

واشوفه واقف من دون دمعي .....حبيب القلب في عيني يهَلّي

هل تطيق الحديث عن هذا ؟ اعذرني، أنا لا أطيق!

دعاني يا غريب الدار عوّد ....ترى مالك محل إلا محلّي

فإذا ما اخترقت أوردتك (واو عوّد) المشددة بالتوسل المكسورة باللوعة وجدت روحك المنهكة حبا وبعدا تتسرب من بين أصابعك الذاهلة، والعواصف تشتد في صدرك وتقتلع أضلاعك، لتشعر بكل الحب في الدنيا وكل الحزن في الدنيا وكل الغربة في الدنيا وتجد أنك لست بحاجة لأكثر من:

مكانك في عيوني يا عيوني ........ وصدري من عناقك ما يمل

مغادرة:

(غريب الدار) النص كان جيشا من ثماني كتائب لا قبل للوجدان بها، جهزها لغزوك سيف الشعر المسلول خالد الفيصل، ولم يكن بحاجة لمقدمات للقبض عليك متلبسا بما يريده النص من تهم، فجاء بسيطا أحاديا كاشفا صدرك لغارات الشعر وحده، مكتفيا بموسقة محاولات العوم اليائسة التي تخوضها للهرب وتبقى تحت وطأة الشعر، للغرق أكثر وأكثر إلى أن تطفو وقد خارت القوى فإذا بالبركان بحر من الدمع!