لا أريد شرح مصدر اسمها، ومن اكتشفها، و.. و.. و، فالمقالة ليست تعليمية، وإنما طرح تنويري، فيجب عليك أن تكون متعلما ومثقفا، لتستطيع قراءة المقال واستيعابه، حتى يقوم بدوره، وهو التنوير وإضافة زاوية جديدة لعملية تفكيرك، فترفع من جودتها. لذا إن كنت لا تعرفها، أرجوك توقف، واذهب وزد من المعلومات حولها، ثم عد، لأكشف لك تربية بعض الأفراد باستخدام مبدأ «المازوخية المباركة».

باختصار «المازوخية» هي قبول الإذلال والتلذذ به، فهل أنت مازوخي؟. انتظر، لا تنكر حتى تنهي المقال. سآخذك إلى ثلاثة أصعدة تعيد النظر فيها ما إذا كنت مازوخيا أم لا؟. الصعيد الأول الفردي، والثاني الاجتماعي، والثالث الديني.

على الصعيد الفردي: هل تؤمن بأن الحب تضحية؟ هل تقدم تنازلات شخصية للآخر بسبب طبيعة العلاقة بينكما أيا كانت؟ هل تعتبر ضرب والدتك محبة، وقسوة والدك خوفا؟ هل تؤمن بأن إساءة مديرك لك محاوله قاسية لتعليمك؟ هل تعتقد وتؤمن أن المدرسة يجب أن تربي قبل أن تعلم؟. إن أجبت بنعم على أحد هذه الأسئلة - على الأقل - فهذا يعني أنك تحمل جانبا من الشخصية المازوخية.


أما على صعيد المجتمع، فهل تؤمن بالوحدة الفكرية للمجتمع؟ هل ترى أن المجتمع يجب أن يكون بهوية واحدة؟ هل تتخذ قرارك بناء على عدم معارضة التيار والمزاج العام؟، هل يهمك رأي المجتمع بك؟ هل تخاف هجومه؟. إن كانت أجوبتك بنعم على أحدها، فهذا يعني أنك أيضا تحمل جزءا من الشخصية المازوخية.

الصعيد الديني لا يعنينا منه إلا موروثه المنتشر، فهو قائم على أن تستسلم لكل شيء، وتفرض عليك طاعة الجميع، وأن معارضتك أي سبب ما هي إلا من الشيطان!!. لماذا كل هذا الانتقاص لطبيعة البشر؟ لماذا لا نتقبل أنفسنا كبشر نخطئ؟.

التفكير السائد قائم على السيطرة والخنوع، وهذا ما تعانيه مجتمعاتنا في صراعها مع ما لا يناسب فطرتها. الإنسان العربي لدينا لا يعيد التفكير فيما يقدم له من معلومة أتت من صاحب علم أومسؤولية، ولو أن «من أكبر منيّ بيوم أعلم منيّ بسنة»، لما تطورت الحياة، ولبقينا على جهل سابقينا.

عزيزي العربي كل ما حولك يحاول أن يستغلك اقتصاديا، وحتى يكون ذلك، فسيدخل من عقلك، ليقنعك أولا ويشكلك كيفما يريد، حتى يوجهك. أعد التفكير قبل أن تقبل أي فكرة. إن كنت شجاعا، تبن تغيير ذاتك وأفكارها، لتحيي العدل بين خلجاتك.