رمضان شهر له طعم خاص ورائحة زكية وذكريات جميلة. ننتظره كل عام بحماس وشغف، ونتحسر على ذهابه سريعا. شهر خير وعطاء وقرب من الخالق ومن العباد، فيا ليت كل الشهور رمضان.

من الملاحظ زيادة نشاط الأعمال التليفزيونية في شهر «العبادة»، وقد تكون تلك إحدى العادات «الغريبة»، ولكنها أصبحت عادة سنوية.

وبعد طول انتظار، وقعت عيناي أخيرا على برنامج رمضاني مميز إلا وهو «أنت كفو»، وهو برنامج عظيم من إنتاج مملكة البحرين، حيث يقوم بالتركيز على الأبطال الحقيقيين، وتكريمهم بلحظات وفاء قصيرة أمام الكاميرا.


رأينا المعلمة «أم أحمد» التي كانت تهتم بالتدريس للمكفوفين. أما البطل محمود، فقد أنقذ طفلا من الغسل الكلوي المستمر بعد 4 سنوات من المعاناة، حيث تبرع له بكليته، وأنقذه من جحيم الفشل الكلوي.

أما قصة العم «خليل»، فهي قصة ملهمة بإنشاء جمعية خيرية، لرعاية الأسر المتعففة والأيتام، وقامت بخدمة جميع أبناء البحرين دون تفرقة بين جنسية أو مذهب أو عرق أو لون.

ولقد بهرت من كمية الإيجابية المنهمرة في هذا البرنامج العظيم حين رأيت ابتسامة البطل أيمن الحدي، الذي أبهر الجميع على الرغم من إعاقته العضلية.

هذا البرنامج أعطى وركز الضوء على من يستحقه، بعيدا عن انتقاء الشخصيات «المعروفة»، وبطريقة مبتكرة ومشوقة.

في المقابل طغت التفاهة على الكثير من البرامج الأخرى، وظهرت «الصبيانية» في الكثير من الأعمال، فأصبح «حونشية» اليوتيوب يتصدرون إحدى القنوات في مظهر مخجل، وأصبحت «الشيشة» مظهرا يوميا في أحد الإستديوهات، في مشاهد ترسخ وتدعو إلى التدخين عبر رسائل مبطنة يغفل عنها الكثيرون.

ولحسن حظي، قد لا أجد الوقت لمتابعة التلفاز إلا وقت الفطور، وكانت محصلتي «صفرا مربعا» لا يسر الناظرين.

أخيرا وليس آخرا.. قد تكون برامج ما بعد الإفطار هي الأكثر مشاهدة، وهي ما تسمى «الفترة الذهبية» التي يلتقي فيها أفراد الأسرة على طاولة واحدة، فيا ليت تكون البرامج في هذه الفترة «بعيدة» عن التهريج، وقد يكون ما بعد منتصف الليل الوقت الأفضل لإظهار المتردية والنطيحة وما أكل السبع.