المشاهدة الأولى: ما يقوم به بعض أصدقاء «العروس» -أقصد العروس الرجل، وهذا هو اللفظ الصحيح، الذي يطلق على الذكر والأنثى، أما «العريس»، فهو مأوى الأسد- أثناء أداء الجسيس «المنشد» لفقرته، قبل عقد النكاح، من مزاح وتطاول باليد وبالبدن؛ أمر لا يتفق مع مكارم الأخلاق؛ وأربأ بشبابنا المباركين، عن هذه الأفعال الخسيسة والدنيئة، التي سببت كما نقل لي أحدهم، ذات مرة، خصامًا أفسد الحفل كله.
المشاهدة الثانية: عدم استماع بعض الحضور، لخطبة عقد النكاح، رغم ما تتضمنه من آيات قرآنية، وأحاديث شريفة، وأدعية شاملة يجب الإنصات لها، والتأمين عليها؛ ومنصوص عند العلماء الثقات استحباب الدعاء، ومظنة استجابته، من الله الموفق، سبحانه وتعالى.
المشاهدة الثالثة: استحدثت قبل سنوات قريبة، عادة القيام «الجماعي» بالمباركة لأطراف الزواج بعد «عقد الزواج»، رغم مباركتهم لهم قبل الدخول لمكان المناسبة، وهو ما أراه تكرارا لا داعي له مطلقا، وفيه إرباك للحضور، وتأخير وتعطيل، والاكتفاء بالمباركة الأولى عند الدخول، هو الأمر المعمول به سابقا، وهو الذي ينبغي المحافظة عليه، لما فيه من رزانة ووجاهة.
المشاهدة الرابعة: عن «فقرات الفنون الشعبية» المصاحبة لمناسبة الأفراح؛ فهذه الفقرات محلها المنطقي، وكما هو موروث، بعد الفراغ من «وليمة النكاح» أو بعد الانتهاء من «عقد النكاح»، خاصة وقد ثبت أن تقديمها قبل أهم فقرة، وأقصد فقرة «عقد الزواج»، قد يُذهب ببهاء أهم طرف وهنا أقصد «العروس»، وتقديمها من البداية، يمنع الحضور من التواصل، بسبب أصوات المكبرات، ومن الحلول أن تكون خارج القاعات، ودون مكبرات؛ والفنون الشعبية لا يدخل فيها هنا «فن المجس»، المعروف في غرب المملكة، حيث إن هذا اللون يعد افتتاحًا ومقدمة للأفراح، وهنا أهمس في آذان «الجسيسة»، بضرورة الحفاظ على أصوله، وصيانته من السلبيات، كأدائه بغير اللغة العربية، أو بلغة غير دارجة، أو بكلمات غير مضبوطة نحويًا، أو بألفاظ ممجوجة، أو بنغمات نشاز.
أختم مشاهداتي الأربع السابقة، والمتعلقة بالجانب الرجالي، بمشاهدة أنثوية سماعية وملموسة، أراها لا تقل أهمية عما سبق ذكره، وهو «وقت المناسبات»، وبشكل أدق «وقت انتهائها»، فهذه المسألة مما تحتاج كذلك لضبط وربط، من المتقدمين بالدعوات بالأساس، وعليهم ضرورة الالتزام بذلك، وعدم الاحتجاج أن الضيوف اعتادوا التأخر، أو أن هذا قطع للفرحة، أو تدخل في شؤونهم؛ ويكفي تماما أن تكون نهاية كل فعاليات ومراسم الحفل، بما فيها الطعام، وغلق الأبواب عند الساعة الثانية ليلًا، «بحد أقصى»، وفي ذلك جملة من الفوائد، كتعزيز الأمان المجتمعي، وتمكين الموظفات وسيدات الأعمال، من تلبية دعوات حضور الأفراح بكل راحة وابتهاج، ومساعدة أرباب الأسر الراغبين في إعادة أسرهم من قاعات الأفراح؛ فهناك من يمنع أهله من الحضور بسبب التأخر، وهناك كذلك من يجعل مشوار العودة المتأخرة صمتا مستمرا، أو شرا مستطيرا.