أعادت أسرة الجعفري الطيار بناء مسجد "طاهر" على طريقة الفن المعماري الأحسائي، إذ يبلغ عمر المسجد نحو 253 عاماً من إنشائه. ويقع المسجد، الذي بناه الشيخ محمد طاهر الجعفري الطيار، في عام 1179 هـ، داخل حارة في حي السياسب الشعبي في مدينة المبرز التابعة لمحافظة الأحساء، ويبعد قرابة 80 متراً "ممر ضيق لا يتجاوز عرضه 3 أمتار" عن الطريق العام للحي القريب من سوق "الديرة" الشعبي.

وروعي في تصاميم أبوابه ونوافذه وفنائه الدخلي وأروقته ومداخله ومحرابه وقبته مختلف الفنون المعمارية الأحسائية القديمة المتمثلة في النقوش الخشبية والزخارف الجبسية للمباني في الأحساء قديماً، التي تظهر فيها بجلاء كثرة الزخارف المدون في بعض أجزائها بعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وبعض الأقوال المأثورة.

وأشار الباحث أحمد بن عبداللطيف الجعفري الطيار خلال حديثه أمس إلى "الوطن" إلى أن المسجد يشهد نشاطا حافلا في أيام شهر رمضان من كل عام ويمتلئ المسجد بالرجال رغم صغره ورغم كثرة المساجد بجواره لسماع الدروس في المسجد بعد صلاة العصر، ولم يقتصر ذلك على الرجال فحسب بل ظهر حرص النساء على الحضور حيث تكتظ فيهن الحارة الكائن فيها المسجد، مبيناً أن آخر من تولى إمامة المسجد قبل إعادة بنائه في غرة جمادى الآخرة من العام الهجري الماضي هو الشيخ عبدالرحمن بن إبراهيم الشيخ مبارك، وكان يعظ ويرشد في المسجد وله درس بعد صلاة العصر طوال شهر رمضان، وعندما يسمع المارة صوت الشيخ يهرولون مسرعين لسماع حديثه لما يتمتع به من حلاوة في الصوت وحسن الحديث ويتمتع بأسلوب سهل ومحبب، مضيفاً أن المسجد يشهد كثافة من المصلين في أداء جميع فروضه اليومية. وأبان أن للمسجد عدة أوقاف، منها 4 مزارع وهي: أم العيون في الشهارين، والمغوارية في الشهارين، والسباعي بطرف السحيمية وساقية عين أم سبعة، والبدعاني بطرف السيحيمية وساقية عين أم منصور، وبستان مجاور للمسجد ومجموعة من المزارع الواقعة في طرف العمار، وكذلك وقف مزرعتين على من يؤم المسجد وهما القبوضية وضياحية عبدالله، والشطيب الديوان في قرية القرين، بالإضافة إلى 8 عقارات أخرى، وهي: الثلثان وثمن الثلث من ضاحية الرفاعية، والحضرة، وأبي الكبكاب، والوريدي، وبوغليون، وخريبة مطهر، وشرب الجنوبي من البدعان، والقبوضية الواقعين في السحيمية.