على مسافة لا تزيد على كيلومترين من بلدية الجفر تقع بلدة الساباط، منتظرة عاماً بعد عام، ليصلها التطوير والخدمات البلدية الضرورية، فمساحتها الجغرافية صغيرة وتعدادها السكاني لا يزيد على 6 آلاف نسمة يسكنون وسط النخيل، والداخل إلى شوارع تلك البلدة الهادئة، وتحديداً داخل الأزقة الضيقة، يحسب أن عمال النظافة لم يأتوا بمكانسهم وبراميلهم إليها، وأن سفلتة الشوارع تعود إلى أكثر من عقدين من الزمن، وأعمدة الإنارة قديمة متهالكة، يستند بعضها إلى جدران البيوت.

"الوطن" كانت برفقة بعض الأهالي الذين طافوا بنا أرجاء البلدة، وأكد المواطن حسين الناصر أن هناك مطالب وخدمات بلدية تم رفعها إلى المسؤولين أكثر من مرة، وتعب الجميع من المخاطبات والاجتماعات والكتابات، ولكن لا حياة لمن تنادي-على حد تعبيره-، وقال الناصر:" إن الأهالي فعلوا كل شيء للحصول على أقل المطالب البلدية، ولكن أبواب الخيبة هي الأقرب لنا"، فبدأت المعاناة مع بلدية الجفر والأمانة ولا نعرف ماذا يريدون بالضبط؟، وكلما أتيناهم من باب يغلقونه ويفتحون الآخر، وتأتيهم من الآخر ويغلق ويفتح غيره، وهكذا ندور في دائرة مغلقة، رغم لقائنا بأمين أمانة الأحساء ومدير بلدة الجفر الذي وعدنا كثيراً وكان تبخر الوعود أسرع من مياه الأمطار التي تتجمع عندنا في طرقات البلدة.

وأكد الناصر أن المطالب يتمثل بعضها في تجميل وتحسين مدخل القرية من الجهة الغربية، ووضع أعمدة إنارة على جنباته، إضافة إلى حاجة المدخل الجنوبي إلى دوار، ولكن السفلتة ضعيفة جداً داخل البلد خصوصاً طرقاتها الضيقة، وفي بعض المناطق لا توجد انسيابية لتصريف مياه الأمطار مثل ساحات المدارس التي تتجمع فيها المياه وتعرقل حركة وصول الطلاب والطالبات، والأهم من ذلك افتقار المشاريع المنفذة للرقابة.

وأوضح عبدالكريم المختار أن هناك قنوات ري كثيرة داخل البلدة تسببت في حوادث مختلفة وحالات غرق للأطفال، وبعضها مغطى بالخرسانة، ولكن أطوالاً منها شطرت الساباط إلى نصفين بوجودها منتصفة بين المنازل، وطالب الأهالي بنقلها للمصلحة العامة التي تهم الجميع ولم يتم النقل، ثم إننا خاطبنا البلدية لوضع مطبات صناعية في الساحة الداخلية التي يستخدمها بعضهم للتفحيط وإزعاج الناس دون مبالاة، وليس لها حل سوى هذه المطبات التي تنهي معاناة الساكنين بقربها.

وأكد المواطن مصطفى جواد أن نظافة الشوارع في حد ذاتها مزعجة للأهالي، فتراكم النفايات وشكلها القديم يدل على غياب عمال النظافة لفترات طويلة عن تلك الطرقات، والصورة أمامكم أبلغ من الكلام، ناهيك عن الأرض المحسوبة على أنها حديقة ومتنفس لنا، ولا شيء فيها سوى شجر مهمل، تسقط أوراقه اليابسة وتترك لتتطاير في الهواء الشمالية، لتدخل إلى تهويات المنازل الجنوبية وغيرها، وبدلاً من فرشها بالعشب الأخضر بقي الرمل حاضناً لها والحجارة كذلك، مشيراً إلى الضعف الحاد في شبكة المياه التي تنقطع باستمرار رغم ملوحتها الزائدة.

من جانبها، نقلت "الوطن" مطالب أهالي الساباط إلى عضو المجلس البلدي بالأحساء علي السلطان المسؤول عن الدائرة الخامسة التي تقع ضمنها البلدة، وقال السلطان إنه قبل عدة أشهر زار أعضاء المجلس البلدي الساباط، ووقفوا على ما أوضحه الأهالي من مطالب، ولكنه أكد أن السبب يعود إلى غياب الاستراتيجية التنموية للقرى والهجر والبلدات بشكل عام، ومهمتنا في المجلس الآن هي رسم استراتيجية واضحة تمنح المواطنين حقهم المشروع في تنمية بلدانهم، وهناك تجاوب ملحوظ من أمانة الأحساء للقيام بذلك.