كان صحفياً ثم صار معالي السفير وقبلها أصبح سعادة الوكيل والمستشار.. ومع كل ذلك بقي "صحفياً" كما كان.. ولا زال يكتب المقال بين ثنايا الصحف ليعبر عن الرأي وليحلل ويناقش الأفكار.

زياد بن عبدالله الدريس سفير المملكة العربية السعودية لدى اليونسكو، وقبلها رئيس تحرير مجلة المعرفة التابعة لوزارة المعارف سابقاً "التربية والتعليم حالياً"، والصحفي الذي جعل فترة رئاسته لتحرير المجلة من أجمل العملية التطويرية.. فانتقلت فيها "المعرفة" من أرشيف وزارة المعارف حيث كانت مركونة إلى ساحة المنافسة الصحفية وحتى استحلت مكاناً في سوق الإعلام، فكانت مجلة ذات صيت بين المجلات الصحفية، بعدما قدمت ملفات تربوية راقية بعضها تحول إلى كتب قيمة وبعضها بقي ملفات ثرية بالتربية والمعرفة بقالب إعلامي، ووصل الدريس التحليق بالمجلة حتى أصبحت اسماً من ذهب رغم أنها مجلة حكومية، ونجاح المطبوعات الحكومية أشبه بالمهمة المستحيلة في سوق الإعلام؛ لكن "الصحافة" لعبة سحرية لا يجيدها إلا سحرة البيان، وزياد الدريس ممن يمتلك ناصية سحر البيان بقلم رقيق بديع لازال يمتع القراء بمقالات أسبوعية تجمع المعرفة والرأي بجمال الحرف وبديع الألفاظ.

زياد بن عبدالله الدريس وريث علم وأدب وصحافة.. فلم يكن أديباً وحيداً ولم يكن صحفياً منفرداً، بل كان من عائلة أدب وبيت علم وأسرةٍ غارقة في بحر الصحافة، بدأً من والده الأديب الشيخ عبدالله بن إدريس الذي أسس صحيفة الدعوة وترأس تحريرها، وتولى رئاسة نادي الرياض الأدبي لنحو 22 عاماً، ولديها الكثير من النتاج الأدبي، وأخوه الإعلامي المعروف إدريس بن عبدالله بن إدريس الذي تولى مناصب قيادية في عدة صحف ومجلات، ويحمل قلماً ساخرا جميلا.

مندوب السعودية في اليونسكو زياد الدريس بدأ حياته العملية في وزارة الصحة بعدما حصل على البكالوريوس من جامعة الملك سعود بتخصص "علوم الحيوان" حيث عمل أخصائي مختبر ثم رئيساً لشعبة تنظيم المختبرات، ثم أصبح مستشارا ثقافيا متفرغا في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، ومستشاراً إعلامياً غير متفرغ في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف، ومستشاراً ثقافياً غير متفرغ بوزارة الثقافة والإعلام، وكذلك مستشاراً غير متفرغ بمكتب التربية العربي لدول الخليج.. وخلال تلك السنوات انتقل إلى وزارة المعارف قبل تغيير مسماها إلى "التربية والتعليم"، وتولى رئاسة تحرير مجلة المعرفة، ثم عين مشرفاً عاماً على الإعلام التربوي لوزارة التربية والتعليم، ثم وكيل الوزارة المساعد، قبل أن يكون سفير السعودية لدى اليونسكو.

الدريس واصل تعليمه فنال شهادة الماجستير في سوسيولوجيا الثقافة، ثم الدكتوراة في سوسيولوجيا الثقافة عن "مكانة السلطات الأبوية في عصر العولمة" من جامعة موسكو الحكومية التربوية.. وواصل إنتاجه الصحفي والأدبي، وصدرت له عدة كتب منها الكتاب الساخر: "محيط العطلنطي، مذكرات بيروقراطي بالنيابة"، وكتاب: "حكايات رجال"، وكتاب: "لا إكراه في الوطنية".