حققت جماعة ألوان رغبة الفنان محمد العمير - رحمه الله - بتنظيم معرض لأعماله، وأطلقت أول من أمس في صالة الملتقى للفنون التشكيلية في الرياض معرضاً، ضم 28 عملاً من إبداعات مثلت المراحل والمحطات التشكيلية التي مر بها العمير، إضافة إلى 18 صورة فوتوجرافية لمناسبات مختلفة حضرها، وكان له الدور البارز فيها. وصاحب المعرض مسامرة ثقافية تشكيلية سلطت الضوء على أعماله، إذ تحدث الدكتور محمد عبدالمجيد فضل، والدكتور حكيم عباس بالنقد والتحليل لأعمال العمير، بينما تعرض الفنان سعد العبيد لتاريخ العمير التشكيلي ومراحله.

جماعة ألوان التي يرأسها الفنان سعد العبيد ذكرت في بيان لها "يعد العمير من رواد الحركة التشكيلية ومن حقه علينا أن نحتفي به ونحيي ذكراه بما هو أهل له، نظراً لما قدمه في سبيل رفعة الحركة التشكيلية، فقد أمضى سنوات عمره في مجال تعليم التربية الفنية واستفاد منه كثير من طلبته، كما ترك غيابه فراغاً في الساحة التشكيلية المحلية، نتمنى أن تجد إبداعاته مكانها المناسب الذي يليق بها". من جانبه، قال رئيس الجمعية السعودية للفنون التشكيلية (جسفت) الفنان محمد المنيف لـ"الوطن": العمير كان من الفنانين المؤثرين في الساحة التشكيلية السعودية بما يمتلكه من قدرات إبداعية يستعيدها من مخيلة ثرية للواقع والطبيعة والمجتمع، إضافة إلى تجارب نحتية أظهرت قدرته على التعامل مع الكتلة والفراغ. وأضاف المنيف بأن العمير في بداية عطائه التشكيلي عُرف باهتمامه بالواقعية التسجيلية لأمرين هما: متطلبات الساحة ومستوى فهم العمل الفني الذي لم يكن فيه الملتقي قادراً على استيعاب الجديد وتقبل الإبداع الحقيقي بما يحمله من قيم فكرية وفلسفية.

أما الفنان مفرح عسيري فيرى أن العمير يتمتع بعطاء لا ينضب وقدرات إبداعية تشكيلية يستعيدها من مخيلة ثرية للواقع والطبيعة والمجتمع، حظي من خلالها على إشادة النقاد والمتلقين، ولم يتوقف نشاطه الفني عند هذا الحد فقد أسهم العمير في إقامة بعض المناشط التشكيلية والورش المتخصصة التي تخدم الفنانين والمجتمع على حد سواء. بينما ذكر الفنان محمد الحمد بأن العمير يعد من المبدعين تشكيلياً وتظل ألوانه وفرشاته تبحر في سماء الجمال والإبداع، وأنه كان فناناً خلوقاً مبدعاً بما يمتلكه من إحساس مرهف ومشاعر فياضة، إضافة إلى أنه كان ملوناً بارزاً بما يمتلكه من مهارة لونية تميزه عن الآخرين.

يذكر أن العمير تخرج في معهد التربية الفنية عام 1395، ومعلماً لمادة التربية الفنية، وكان عضو الجمعية السعودية للفنون التشكيلية، وعضو مؤسس جماعة ألوان، وعضو لجنة الفنون التشكيلية بالجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون. مثل المملكة في كثير من المعارض والمناسبات التشكيلية الدولية، ومنها: معرض 25 فبراير، وترينالي الهند التاسع، والمعرض الخليجي الرابع بدولة الكويت، والمعرض الخليجي الخامس بدولة قطر، وبينالي بنجلاديش، والمعرض السعودي المشترك في بيروت، وبينالي الشارقة الخامس، والمعرض السعودي في عمان، والقاهرة، ولوس أنجلوس، ولندن، وإيطاليا.