"لم يشفع لمدرسة آل عبداللطيف الشرعية والعلمية بالأحساء تميزها على المدارس الشرعية الأخرى في فترة ما قبل التعليم النظامي، وكذلك علاقتها بالدولة السعودية الأولى والثانية والثالثة في أن تحظى باهتمام الجهات الرسمية، كمدرسة شرعية، وموقع تاريخي جدير بالاهتمام والعناية" بهذه العبارة، استهل القائم على المدرسة الباحث والمؤرخ الدكتور عبداللطيف آل عبداللطيف، حديثه مساء أول من أمس لـ"الوطن"، على هامش الندوة الثقافية التعريفية بعنوان "مدرسة آل عبداللطيف.. أنموذجاً للمدارس الشرعية في الأحساء" في مقر المدرسة بحي الكوت القديم في الأحساء.

وأضاف العبداللطيف، أنه وجه الدعوة لمجموعة من المسؤولين عن التراث والسياحة في الأحساء، لزيارة المدرسة والإطلاع عليها عن قرب، والدعوة اشتملت على استعداد المدرسة للتعاون مع الجهات الحكومية ذات العلاقة، إلا أن استجابة المسؤولين في الأحساء كانت ضعيفة "جداً" –على حد قوله-، ومضى يقول: كنا نتوقع أن تكون المبادرة من الجهات الحكومية بتقديم الدعم والمساندة والاهتمام، إلا أن ذلك لم يحصل حتى الوقت الحالي، رغم أن عمر المدرسة يمتد منذ عام 1262هـ، لم نحصل على رقم في الآثار أسوة بالمواقع الأثرية والتاريخية الأخرى.

وأوضح أن للمدرسة علاقة كبيرة مع حكام الدولة السعودية الأولى والثانية والثالثة، من أبرزها: أن الإمام محمد بن عبدالوهاب –رحمه الله- درس في هذه المدرسة على يد الشيخ عبدالله بن محمد بن عبداللطيف، الملقب بـ"الشافعي الصغير" في الجزيرة العربية وأهل اليمن لقبوه "ابن حجر"، وفي الدولة السعودية الثانية وتحديدا في عهد الإمام فيصل بن تركي، هو الذي أرسل تقريرا خطيا موثقا بتقرير هذه المدرسة.

وبدوره، أبدى مساعد المدير العام للتعليم في الأحساء للشؤون التعليمية المؤرخ والباحث عبدالله الذرمان، خلال مداخلته استعداد تعليم الأحساء إلى التعاون والتكامل مع المدرسة.

وأكد المؤرخ والباحث محمد الملا، خلال مداخلته في الندوة، أن اختلاف المذاهب في الأحساء لم يكن سببا للتعصب في الأحساء، بل كان داعيا إلى الاجتماع والتآلف فيما بينهم، مستشهدا في ذلك بالاجتماع الأسبوعي يوم "الثلاثاء" وهو يوم عطلة للعلماء والطلاب، ويقضون ذلك اليوم في واحة الأحساء الزراعية بعيدا عن الدراسة.