أكد الباحث الدكتور مدالله الهيشان، أن وادي السرحان شمال السعودية، والمناطق المحيطة، شهدت على مر العصور استيطاناً بشرياً متتالياً، مرجحاً أنه كان يعود إلى ثقافات وحضارات مختلفة. مضيفاً أننا لا نستطيع الجزم بمعرفة مدى كثافة هذا الاستيطان، وإلى أي فترة زمنية يعود، ما لم تكن هناك دراسات علمية مبنية على حفريات منظمة لجميع المواقع في وادي السرحان وعلى أطرافه.



الأدوات الصوانية

 في حديث إلى «الوطن» قال الهيشان، باعتقاد العلماء والباحثين الذين قاموا بعمليات مسح أثرية لموقع مقل Maqel على بعد 12 كيلا من كاف، أن الدوائر الحجرية الواقعة على منحدرات التلال المعزولة، والمحيطة بوادي السرحان، ماهي إلا مصاطب زراعية كانت مزروعة إلى وقت قريب، هذا إن لم تكن كذلك في الماضي البعيد. كما لوحظ وجود حظائر مسورة، والتي نعتبرها نادرة نوعا ما في المنطقة. كما أن معظمها مزود بأقسام داخلية، وملحقات خارجية ذات تصميم عشوائي. نظراً لما تبين من طبيعتها الاهتمام بالمياه، ولأن التربة صالحة للزراعة فإنها بذلك تعكس لنا وبكل تأكيد طبيعة قاطنيها، وهي مزاولة مهنة الزراعة، والاستقرار الموسمي أو الدائم على أقل تقدير. وأضاف الهيشان أن المسوحات الأثرية لوادي السرحان كشفت عن وجود أطلال لمستوطنات قديمة، وبعض الأدوات الحجرية (الصوانية) ذات الأسلوب القديم للصناعات اليدوية، والتي تعود إلى العصر الحجري القديم المتأخر الذي يرجع تأريخها إلى 30.000 سنة ق. م، ونظراً لكثرة الدوائر الحجرية على أطراف حوض وادي السرحان فهي دلالة أكيدة على الاستيطان البشري القديم في تلك المواقع، وربما ظهرت منشآت الدوائر الحجرية في منتصف الألف الرابع 3500 ق. م، وهي بكل تأكيد مستوطنات لشعوب كانت تقطنها بشكل موسمي وليس دائما على أقل تقدير.

إشارات المسوحات الأثرية

عن وجود الأدوات الحجرية قال العيشان، تشير الدلائل والمسوحات الأثرية إلى وجود أدوات حجرية بدائية تدل على أعمال متطورة، مثل المكاشط ورؤوس الرماح والشفرات الصوانية، إضافة إلى بعض القطع الفخارية وبعض المواد التي يمكن إرجاعها إلى العصر النحاسي القديم من جهة أخرى، ومن خلال المسح الأثري، تم اكتشاف مجموعة من الدوائر الحجرية الواقعة على تل معزول، على بعد 75 متراً فوق منخفض وادي السرحان، والتي أنشئت على منطقة تبلغ مساحتها (150م×100م) فوق قمة التل، وهذه الدوائر واقعة على مصاطب طبيعية، وبعض أجزائها على المنحدرات، ولا توجد فيها آثار لأسوار دفاعية، أو صهاريج لخزن المياه، ومعظمها معزولة بعضها عن بعض، وقد عثر فيها على أدوات حجرية مستعملة من حجر الصوان كالرقائق المسننة، وأهمها رمح كبير ذو حدين معاد استعماله، بالإضافة إلى أدوات أخرى كالمجارف والسواطير الحجرية.


من نتائج المسوح الأثرية


وجود مواقع مشابهة


موقع كبير يتكون من شبكة مميزة من الدوائر الحجرية عند طرف وادي السرحان


يضم أكثر من مئة دائرة حجرية


عثر على أدوات صوانية تتشابه إلى حد كبير


المواقع الأخرى المشابهة له في الأزرق وفلسطين ترجع إلى العصر النحاسي، أي إلى الألف الرابع قبل الميلاد


مكتشفات موقع الحديثة من بقايا منشآت وأساسات عمرانية وكسر فخارية وقنوات مياه تعود إلى الفترتين النبطية والرومانية


القصر الواقع في العقيلة، شمال قرية كاف يعود إلى منتصف الألف الرابع ق.م