يعرض الكاتب الزميل رئيس القسم الثقافي بصحيفة اليوم عبدالله السفر في جناح طوى بمعرض الرياض الدولي للكتاب كتابه الجديد "يطيش بين يديه الاسم" الذي يواصل به تجربته التي بدأها منذ قرابة ثلاثة عقود في كتابة النص بنفس تجريبي مخلص للغة بالدرجة الأولى، ويضم الكتاب مجموعة نصوص تميز وتحمل رؤى السفر الفنية. ومن فضاء المجموعة الجديدة نص "العابر": هل تظنّه الجرحَ هذا الذي يلفّكَ في غمامتِهِ والحيرةَ. طرقَ السؤالُ على بابِك، تركتَهُ غائباً في عديد طرقاته، وانزويتَ ملموماً على الأوجاع مشبوقاً بسنّارة لا تصيد إلا ثمرةً مهترئة مُرّة، تقلّبها مِراراً على كفِّ الحسرةِ والاشتهاء. مطرٌ كثيف وغربةٌ تصهل. صاعقةٌ تهزّ السرير وليس العابر هو ما يحدّقُ في شظايا وأسمالٍ كنتَ ترتّبها بمهل الموسوس بلهب الممسوس. غالبتْكَ الخطى وقمتَ تترنّح إلى الباب. كنتَ أنت نفسك الطارق وقبضة السؤال الثقيلة واقفةٌ في الهواء تنتظر وجهَك. دُمْ.. دَمْ.. دُمْ.. دَمْ.. انشعبتْ النوافذُ وطارت في الأفق حمامةٌ، رسمتْ بمنقارها وجعاً خفيضاً واختطفتْك. انشعبتَ تتبعُ معراجَ الألم بصدى طرقةٍ هي الموجةُ تدفعُكَ إلى أعلى وأعلى مقبوضاً؛ تنتقِشُ على أعضائك بهجةُ السلالة ونداءُ الأقران. سلامٌ عليك أيها الموجَعُ؛ ما فتحْنا لكَ القميص ولا هيّئْنا لكَ المتّكأ، فامضِ مقبوضاً إلى حمامةِ التيه. لم تكن لعنة لكنه الدّمُ المتخثِّر على جبهتك وتربتُكَ المالحة. امضِ. طوبى لك أيها العابر، فلا تلتفتْ.