أكد أمير منطقة جازان الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أن زيارة ثلاثة وزراء لقرى الشريط الحدودي خلال شهر وهم: وزير الشؤون الاجتماعية، وزير المياه والكهرباء، وزير الإسكان، جاءت وفقا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، من أجل حل جميع مشاكل النازحين، وتوفير الخدمات لهم وتخفيف المعاناة عليهم. وقال أمير جازان: بلادنا محمية بعناية الله وحنكة القيادة الرشيدة، وستظل واحة أمن لمواطنيها والمقيمين بها.

جاء ذلك خلال رعايته مناورة "الرميح 1" التي أقيمت أمس في قرية المروة بمحافظة الخوبة على الشريط الحدودي مع دولة اليمن، والتقى خلالها بمشايخ وأعيان المحافظة. وشدد أمير جازان على أهمية المناورات والتمارين العسكرية من أجل الجاهزية للتعامل مع أي حدث، مبديا إعجابه بالتنسيق القائم بين الجهات ذات العلاقة من مدنية وعسكرية. كما أشار إلى أهمية الاتصال في العمليات العسكرية، لأنه عصب العمل العسكري، مؤكدا وجوب معرفة جميع المشاركين في المناورة أنهم في عمل حقيقي. وأضاف أمير جازان: نحن جنود مجندة لحماية الوطن والذود عنه والدفاع عن ترابه، ولكن هناك من لا يقدرون قيمة الجار، ونحن لا نتدخل في شؤون أحد، ولا نسمح لأحد بالتدخل في شؤوننا، وبيننا وبين اليمن معاهدة موثقة من منظمات دولية. وحذر الأمير محمد بن ناصر أهالي وسكان قرى الشريط الحدودي بمحافظة الحرث من الاقتراب من أي جسم غريب أو العبث به حتى لا يذهب أحدهم ضحية لأي مقذوف ناجم عن الحرب.

وأبرز أمير جازان، الدور الكبير والجهد المبذول من جميع الجهات الحكومية بالمنطقة، وفي مقدمتها إمارة المنطقة في العمل على تقديم كل الخدمات للمواطنين النازحين وإنهاء الإجراءات لعودتهم إلى قراهم، لافتا إلى أنه سيتم القضاء على جميع مشاكل النازحين. وقال سموه: نحن في منطقة حدودية وينجم عن ذلك مشاكل عديدة، منها التهريب بكل أنواعه، ويجب على جميع المواطنين التعاون مع الجهات الأمنية لمحاربة التهريب والقبض على المتسللين، فالمواطن هو الحامي بعد الله تعالى. وبعد إلحاح متواصل من قبل أهالي الخوبة في العودة إلى قراهم، أكد الأمير محمد بن ناصر، صدور الموافقة على العودة بعد طلب الاستئذان من ولاة الأمر، وانتهاء جميع التجهيزات وتوفر الخدمات.

وكان الأمير محمد بن ناصر قد تفقد في بداية الجولة موقع قوات الدفاع المدني بقرية البيضاء، وعددا من الآليات والمعدات التي تشارك في المناورة، وتعرف على الدور والمهام التي يقوم بها الدفاع المدني. بعدها توجه إلى موقع المناورة بقرية المروة، وشاهد أحداث المناورات التي كانت عبارة عن تجهيز كمين للإطاحة بعدد من عناصر معتدية على أهالي القرية بعد تدخل القوات المسلحة والقبض عليهم. فيما تم إخلاء عدد من أهالي القرية والبالغ عددهم 30 مواطنا كانوا محاصرين من قبل المعتدين، وكانت المحاصرة بالنيران من قبل القناصة والهاوند. وتم نقل المصابين منهم إلى المستشفى وغير المصابين إلى مخيم الإيواء.

كما قام الأمير محمد بن ناصر، بتفقد مركز العمليات الخاص بالقوات المسلحة والجهات المشاركة واستمع إلى شرح مفصل عن مهام المركز. وأوضح قائد قوة جازان اللواء الركن حسين المعلوي، أن اسم التمرين يعود إلى جبل الرميح الذي بدأت منه الأحداث أثناء اعتداء عدد من العناصر المسلحة المتسللة. وقال: عقدت اجتماعات مسبقة مع مندوبي الجهات ذات العلاقة بالتمرين والمشاركة فيه لمعرفة جاهزيتها، مشيرا إلى أن التمرين يهدف إلى تفعيل الدروس المستفادة من حرب درع الجنوب وتلافي جوانب القصور وتفعيل قدرات أجهزة الدولة وخلق روح التعاون بين الجهات المشاركة في التمرين وشحذ الهمم لجميع منسوبي القوات المسلحة وزملائهم من الجهات الحكومية الأخرى. وذكر اللواء المعلوي أنه ولأول مرة في المملكة تنفذ مناورة عسكرية بمحافظة الخوبة بمشاركة عدة جهات حكومية عسكرية ومدنية، مبينا أن الأوامر صدرت بتشكيل فريق مسح وتطهير مكون من 76 ضابطا و300 فرد من سلاح المهندسين بالتعاون مع ضباط وأفراد من حرس الحدود لإبطال مفعول الألغام والمقذوفات، حيث بدأ مهام أعماله في 25 رجب الماضي. وتم مسح 70 قرية، والعثور على 54 مقذوفا ولغما من مخلفات الحرب، تمت إزالتها وإبطال مفعولها، فيما يواصل قسم المهندسين أعماله منذ انتهاء الحرب حيث تم إتلاف 400 مقذوف ولغم وضعها العدو.

وفي نهاية الجولة، التقى أمير جازان مشايخ وأعيان أهالي محافظة الحرث، وكرم الجهات المشاركة في التمرين ومنسوبي القوات المسلحة الذين نفذوا التمرين.