قلت سابقاً لا يستفزني خبر كالخبر الذي يقول: تكريم موظف أمضى خمس سنوات دون أن يأخذ إجازة يوماً واحداً! ـ ما زلت عند قناعتي القديمة أن هذا الموظف لا يجب تكريمه.. بل تجب معاقبته.. ولفت نظره والحسم عليه.. وإحالته إلى طبيب نفسي ليقوم بالكشف عليه!

الإجازة في حدودها المعقولة، مؤشر حقيقي على الصحة النفسية للإنسان ورغبته في الحياة والعطاء.. لن أتحدث اليوم عن إجازة الموظف والضرورات النفسية والصحية ـ بل وحتى العملية ـ التي ستعود على الموظف حينما يتمتع بإجازاته النظامية.. هذا موضوع مفروغ منه، والحديث حوله لن يقدم ولن يؤخر شيئا في قناعات رجل تجاوز الأربعين والخمسين.. وليس ثمة حل سوى تطبيق الاقتراح الذي سبق لي أن ناديت به العام الماضي بأن تتصدى أجهزة الدولة لهؤلاء الموظفين الذين يكبسون على أنفاسنا في مكاتبهم ويرفضون التمتع بالإجازات النظامية.. بحيث يصدر نظام يلزم كل موظف في الدولة بأن يتمتع بإجازته رغما عنه.. حتى لو قضاها على الرصيف!

الموضوع اليوم عن طلاب المدارس ـ لا أقول الطالبات ـ الذين أصبحوا يعشقون الإجازات بشكل غير معقول.. حتى وصل الأمر بهم ـ كما يقال ـ إلى الفرح بالتقلبات الجوية الضارة، وانخفاض درجات الحرارة لما دون الصفر.. كل هذا لأجل أن يتمتعوا بإجازة يوم واحد!

إنني اليوم أعتقد ـ وهذه أقولها جازما ـ أن جميع مسؤولي وزارة التربية والتعليم وعلى رأسهم الوزير الأمير فيصل بن عبد الله بحاجة ماسة لأن يسألوا أنفسهم: لماذا أصبح طلاب المدارس يعشقون الإجازات ويفضلون التغيب عن المدارس؟!