اختتم مسلسل الرعب "أبواب الخوف" الأربعاء الماضي حلقاته على قناة "إم بي سي 4" بحل بعض من الألغاز التي قدمت في الأربع عشرة حلقة السابقة، حيث اتضح لآدم ياسين "عمر واكد" أن ما كان يراه لم يكن اختراقا لحياته، بل بسببه هو شخصيا، فهو يمتلك موهبة ورثها عن جده "جميل راتب" تتلخص في قدرته على رؤية الجرائم الآدمية المرتبطة بالجن والشياطين. وتركت الحلقة الأخيرة المشاهد في حيرة بسبب النهاية الغامضة، خاصة بعد أن فتح آدم ياسين الباب السري في مكتبة جده الذي صدرت منه أصوات مخيفة وقت دخوله، وانتهى آخر مشهد بغلق الباب بقوة خلف آدم.


مزج مساري المسلسل

وكان مسلسل "أبواب الخوف" يسير على مسارين، مسار خط حياة الصحفي غريب الأطوار آدم ياسين وحياته اليومية، ومسار خط الحكايات المرعبة التي يراها ويسمعها التي تخص جرائم حصلت ما بين بشر وجن أو شياطين أيدت معظمها ضد مجهول. ويقوم الصحفي بكتابتها لتنشر في الصحيفة التي يعمل بها. ويحدث ذلك دون أن يتشتت المشاهد بين المسارين، فالمخرج أحمد خالد مزج كل حكاية بحياة آدم في الوقت الحاضر، على الرغم من أن معظمها حدث قبل عشرات السنين، وأصحابها من الأموات، كحلقة الشاب الذي أعطى والده المقعد دواء خطأ ليموت ويرثه، الأمر الذي جعل روح والده تظهر للابن في الحلم واليقظة. وبعد أن كتب آدم القصة رأى في الحلم أنه يزف إلى غرفة مغطاة بالورود فيها جده وذات الرجل المقعد.

ومع تتابع الحلقات يزداد المزج بين المسارين إلى أن تختلط الحقيقة بالأحلام، وتتطور قدرة آدم في آخر الحلقات ويصبح يرى قصصا موجودة في الوقت الحاضر، وليست مجرد حلم. ثم تطورت موهبته إلى أن أصبحت له القدرة على أن يرى هذا النوع من الجرائم قبل أن تحدث.


قصص شعبية

ومع أن البعض توقع أن المسلسل سيلجأ لاستخدام قصص الرعب من السينما الأجنبية، إلا أنه فاجأ المشاهدين بعكس ذلك، وكانت معظم الحكايات نابعة من التراث الشعبي للمجتمع المصري، كقصة "النداهة"، و"الصعيدي الذي أغواه الشيطان ويظهر له في صورة رجل ذي ساق واحدة يوسوس له بأن زوجته تخونه وأنه عليه أن يحرقها".

الحلقة الأخيرة لم تجب عن جميع الأسئلة وتركت النهاية مفتوحة نوعا ما، فلماذا استغنى رئيس التحرير عن آدم بعد أن كان مستعدا أن يقدم له أي مبلغ يطلبه ليوقع معه العقد، ولماذا بعد انصراف آدم أجرى رئيس التحرير مكالمة يطمئن فيها شخصا بأنه فصل آدم؟ ولماذا رفضه صاحب العرض الآخر الذي كان سيقدم له أضعاف راتبه أيضا في نفس اليوم؟ ولماذا قتل الدكتور إبراهيم صديق جده عبدالله؟ ماذا يوجد خلف الباب السري؟ كل هذه الأسئلة تركت للمشاهد دون إجابة.

فهل سيصدر جزء ثان لأبواب الخوف يفسر ما بقي من الألغاز، أم أنها ستترك غامضة عملا بمقولة أنه لا يوجد تفسير لكل شيء، خاصة فيما يختص بأمور الغيبيات كما قيل لآدم ياسين في المسلسل!

يذكر أن الفنان عمر واكد مولع بتلك النوعية من الأدوار وسبق أن لعب دورا مماثلا (النقشبندي) في مسلسل حديث الصباح والمساء عن قصة الكاتب نجيب محفوظ، ومثل فيها واكد دور الحفيد الذي دخل إلى عالم الأموات من أهله وعاش معهم وتعرف عليهم وعلى حكاياتهم وقت إصابته بغيبوبة، وانتهت حلقات المسلسل بإغلاق باب الميتين وطرده من حياة البرزخ، وعلى إثر ذلك فاق من غيبوبته، وكتب في الحلقة الأخيرة للحديث بقية، ولم يصدر أي جزء ثان للمسلسل على الرغم من نهايته الغامضة أيضا.