التحول أو التغيير من عملية العلاج التقليدي والتشخيص السريري أو الطب الإكلينيكي، إلى العلاج المكمل أو ما بات يعرف الآن بالطب البديل، ويندرج تحته الطب بالأعشاب، هو تغير منطقي وتحول ملحوظ يمكن تصور حدوثه فورا إن حظي هذا العلاج باهتمام كثير من الناس على اختلاف أعراقهم وتعدد أجناسهم في ظل النتائج المذهلة للتداوي به، وحصيلة التجارب المتوالية مشاهدتها والمنقولة والمروية على أفواه أناس أرهقتهم معاناة المرض سنين عجافا، وعن حالات أنهكت كاهلها آفات السقم بعلل يتفاوت ويتباين ضررها. لقد أظهرت مواقع التواصل الاجتماعي تلك النتائج ووضعتها بدورها في دائرة الضوء بصفتها مقياسا ومعيارا لهذا الطب، بعد أن اتضحت عوائده المبهرة كبديل جيد عن الأدوية والعقاقير الكيميائية، وهو ما أدى بالتالي إلى رواج هذا النوع من العلاج، وإن لم تكن نتائج التشافي وسرعة التعافي في بعض الأحوال على قدر مستوى سرعة التعافي والتشافي في العلاجات المصنعة بأدوات كيميائية، بادئ الأمر، غير أن الطلب المتزايد على مثل هذا النوع من العلاج القادر -بإذن الله- على حل إشكالية كثير من الأمراض المستعصية. كان العامل الأقوى في عملية الجذب والترغيب مؤكدا نجاعته في علل كثيرة، إضافة إلى خلوه من الأعراض الجانبية. يكفي أن نعلم في غضون ذلك أن إحصائيات ميدانية أظهرتها قنوات طبية مختصة بهذا الشأن أفادت بأن نحو من 30 - 35% من البشر باتوا يستخدمون علاجات وأدوات الطب البديل، ومن خلال هذه الإحصائية يتضح لنا صحة ما يتم تداوله في وسائل الإعلام الحديث من معلومات تثبت صحة فاعلية هذا الطب، والذي يمكن أن نرى فيه حقيقة التصريحات التي تبثها مواقع التواصل على فترات متقاربة صادرة من أطباء ومختصين، وهي كثيرة، ومن ذلك القول بأن وقع الضرر على الإنسان من خلال الأعراض الجانبية للعلاجات والأدوية الحالية المستخلصة كيميائيا هي أكثر من ذلك النفع المرتجى منها بمراحل عديدة، وأنه يمكن الاستعاضة ببعض الأعشاب عوضا عنها، وأفاد طبيب آخر قائلا بأن أسلوب العلاج القائم حاليا على أحد الأمراض المستعصية، مضر ومؤثر جدا على خلايا الإنسان. وأضاف أن استعمال الليمون والماء الحار على الريق هو أفضل أضعافا مضاعفة من تلك العلاجات الكيميائية. من على صفحات الصحف المحلية فاجأ طبيب محلي الجميع حين أشار إلى الكلسترول قائلا، بأنه ليس ثمة مرض اسمه الكلسترول، وأضاف أن الادعاء بوجود مرض من هذا النوع ما هو إلا خدعة كبرى تم بثها في أرجاء العلم العربي بغرض التكسب وجني الملايين من المال، والتي يعود ريعها وجني أرباحها إلى الشركات الكبرى، من خلال ضخ أصناف من الأدوية التي لا نفع فيها، علما بأن الطبيب ليس الأول ولن يكون الأخير ممن صرح بمثل هذا الأمر، من هنا ومن خلال هذه الحقائق والتي بدأت تظهر على السطح، بدأ الناس يفقدون الثقة بالطبيب أو بشركات الأدوية حتى نكون أكثر دقة ووضوحا، أخيرا والشيء بالشيء يذكر ومن خلال مقاطع مصورة تم تداولها قبل أيام معدودة لأدوية كانت باهظة الثمن محليا في الوقت الذي يمكن جلبها واقتناؤها بأسعار مخفضة وزهيدة جدا عبر مواقع على شبكة الإنترنت، على كل حال تبقى هذه المعلومات الموجزة والمقتضبة ضمانة الصحف ورهينة لألسن العوام، أما صحتها فهي منوطة بجهة رسمية تؤكد أو تنفي تلك الأقاويل.