ولأني أحب رسم الابتسامة على وجوه الأطفال، فكرت في مفهوم جديد يخرج عن النمط التقليدي في نشر ثقافة الوقاية والأمن والسلامة بعدم التخويف والترهيب من الحريق والإصابات البالغة الناتجة عن حوادث الحريق، والتي قد تصل إلى حد الوفاة -لا سمح الله- أو فقد الأعضاء والممتلكات والمنازل.

ولأني أتعامل أيضا مع فئة عمرية في مرحلة الطفولة والتأسيس من سن 6-12 عاما، واجهتني صعوبات عدة، منها إدراك الطفل الحوادث وأنها قد تقع للجميع ولكنها ليست دائمة، توسيع مدارك الطفل بأهمية الوقاية والتخطيط والتوعية وضرورتها دون الوصول به إلى حد الخوف والتردد، إقناع الطفل وعدم تسديد الأوامر والتحذيرات له.

تزاحمت الأفكار والطرق والمناهج في فكري، خاصة أني مسؤولة أمن وسلامة في إحدى مدارس البنات الابتدائية في مكة المكرمة، فألهمتني رويتنا الوطنية 2030 بهذا المفهوم الجديد المتمثل في غرس وتنمية قيم ومبادئ السلامة والوقاية بالترفيه، وتنشئة وصناعة طفل واعٍ مسؤول.

فجاءت فكرة خطط الإخلاء الحائطية على هيئة شخصيات كرتونية «ميكي ماوس، السنافر» بألوان جذابة لافتة للطالبات وكأن الشخصية الكرتونية تخاطب الطالبة بالإرشادات التي يجب عليها اتباعها أثناء تنفيذ خطة الإخلاء بلغة بسيطة تحاكي الطفولة.

وامتدادا لتلك الخطط نظمت مسابقات جماعية في الأمن والسلامة بهدف تنمية العمل بروح الفريق، وتعويد الطالبات على تنفيذ خطط الإخلاء جماعيا وحسن التصرف والتنظيم والتنسيق كإحدى مهماتي الأساسية في حالات الحوادث.

ثم نظمت المسابقات الفردية التنافسية لكافة لطالبات، والتي بدورها صنعت حراكا ثقافيا توعويا تثقيفيا ومهاريا، حقيقة فاجأني خاصة أنهن طالبات بالمرحلة الابتدائية.

وتعزيزا لتلك الجهود بدأت في تصميم ألعاب وحورت بعضها كلعبة «السلم والثعبان» حولتها للعبة «السلم والنار»، والبحث عند مخارج الطوارئ، وعند كل سلم مخرج طوارئ يوصل الطالبة لمرحلة أعلى إلى أن تصل لنقطة التجمع، وهي نقطة الفوز والنهاية، وبالتالي السلامة من المخاطر وغيرها من الألعاب التنافسية والجاذبة للأطفال.