أعلن «تجمع المهنيين السودانيين»، أمس، رفضه ما جاء في المؤتمر الصحفي الذي عقده المجلس العسكري الانتقالي، مجددا مطلبه تسليم السلطة فورا لحكومة مدنية انتقالية، معتبرا تسلم الأخير للسلطة مسرحية هزلية.

وفي مؤتمر صحفي لرئيس اللجنة السياسية بالمجلس العسكري الانتقالي، الفريق أول عمر زين العابدين، بعد يوم من إعلان وزير الدفاع عوض بن عوف، عزل الرئيس عمر البشير، وبدء فترة انتقالية لمدة عامين، قال المجلس إن مدة الفترة الانتقالية خاضعة للنقاش مع القوى السياسية، متعهدا بتسليم السلطة لحكومة مدنية منتخبة، ومحذرا من انتشار الفوضى.

وتعقيبا على ذلك، قال «تجمع المهنيين السودانيين»، الجهة الرئيسية المنظمة للاحتجاجات، في بيان: «نعيد ونؤكّد رفضنا الحاسم لما حدث أول من أمس، ونتبعه برفض مغلظ للمؤتمر الصحفي» أمس.وأوضح: «رفضنا يستند على خبرة الشعب السوداني في التعامل مع كل أساليب الخداع ومسرح الهزل والعبثية من النظام الحالي الذي بدأ مشوار خداع الشعب بكذبة كبرى».

استمرار الاحتجاجات

من جهة أخرى، بقي المتظاهرون في الشارع، أمس، محتجين هذه المرة على بيان المجلس العسكري الانتقالي، أول من أمس، رغم التطمينات اللاحقة بأن الحكومة المقبلة «ستكون مدنية».

وقرب مقر القيادة العامة للجيش في وسط العاصمة، لا يزال آلاف السودانيين متجمعين، يهتفون ويغنون ويرقصون ويتبادلون القهوة، مصرين على مواصلة احتجاجهم. وكانوا رفضوا الخروج من الشارع متحدين قرار حظر التجول الذي طبق ليلا.

إلى ذلك، عقد مجلس الأمن الدولي، أمس، اجتماعا طارئا حول السودان، بناء على دعوة ست عواصم بينها واشنطن وباريس ولندن.

حكومة جامعة

وكانت دول عدة بينها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي قد حثت العسكريين على إشراك المدنيين في العملية الانتقالية

ودعت الولايات المتّحدة، أول من أمس، الجيش السوداني إلى تشكيل حكومة «جامعة» تضمّ مدنيين، فيما اعتبر مراقبون أن الولايات المتحدة اتخذت موقفا متريثا من أحداث السودان والإطاحة بالرئيس عمر البشير.

وقال المراقبون، إن رد وزارة الخارجية الأميركية كان متوازنا أول من أمس، إذ اكتفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية روبرت بالادينو بالقول إن «الشعب السوداني قال بوضوح إنّه يُريد انتقالاً يقوده مدنيّون» وإنّ هذا الأمر يجب أن يحصل «في وقت أسرع بكثير من عامين».

ومن جانبه، اعتبر بريان كاتولس من معهد الأبحاث المقرب من الديموقراطيين «سنتر فور اميركان بروغرس» أن موقف أميركا في الجزائر كما في الخرطوم «تتابع أميركا الأحداث كمتفرجة».