أعلن تجمع المهنيين السودانيين، رأس حربة الحركة الاحتجاجية التي تهزّ السودان منذ أربعة أشهر، أن إعلان رئيس المجلس العسكري الانتقالي الفريق أول ركن عوض ابن عوف مساء أمس، تنازله عن منصبه واختياره الفريق أول عبدالفتاح برهان عبدالرحمن خلفا له هو «انتصار لإرادة الجماهير».

وقال التجمّع في بيان «تابعنا التطوّرات بتنحي ابن عوف، ونعدّ ذلك انتصارا لإرادة الجماهير»، داعيا المواطنين «للخروج للشوارع الآن، والتوجه إلى ساحات الاعتصام أمام القيادة العامة لقوات شعبنا المسلّحة ومقار حامياتها ووحداتها المختلفة، والبقاء في سوح الاعتصام طوال الليل وعدم مبارحتها».

مسرحية هزلية

وكان «تجمع المهنيين السودانيين»، قد أعلن في وقت سابق، رفضه ما جاء في المؤتمر الصحفي الذي عقده المجلس العسكري الانتقالي، مجددا مطلبه تسليم السلطة فورا لحكومة مدنية انتقالية، معتبرا تسلم الأخير للسلطة مسرحية هزلية.

جاء ذلك بعد مؤتمر صحفي لرئيس اللجنة السياسية بالمجلس العسكري الانتقالي، الفريق أول عمر زين العابدين، أعلن خلاله أن مدة الفترة الانتقالية خاضعة للنقاش مع القوى السياسية، متعهدا بتسليم السلطة لحكومة مدنية منتخبة، ومحذرا من انتشار الفوضى.

وتعقيبا على ذلك، قال «تجمع المهنيين السودانيين»، الجهة الرئيسية المنظمة للاحتجاجات، في بيان: «نعيد ونؤكّد رفضنا الحاسم لما حدث أول من أمس، ونتبعه برفض مغلظ للمؤتمر الصحفي» أمس. وأوضح: «رفضنا يستند على خبرة الشعب السوداني في التعامل مع كل أساليب الخداع ومسرح الهزل والعبثية من النظام الحالي الذي بدأ مشوار خداع الشعب بكذبة كبرى».

يذكر أن المتظاهرين كانوا قد أصروا على البقاء في الشوارع، أمس، محتجين هذه المرة على بيان المجلس العسكري الانتقالي، أول من أمس، رغم التطمينات اللاحقة بأن الحكومة المقبلة «ستكون مدنية».

حكومة جامعة

وكانت دول عدة بينها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي قد حثت العسكريين على إشراك المدنيين في العملية الانتقالية.

ودعت الولايات المتحدة، أول من أمس، الجيش السوداني إلى تشكيل حكومة «جامعة» تضمّ مدنيين، فيما اعتبر مراقبون أن الولايات المتحدة اتخذت موقفا متريثا من أحداث السودان والإطاحة بالرئيس عمر البشير.

وقال المراقبون، إن رد وزارة الخارجية الأميركية كان متوازنا أول من أمس، إذ اكتفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية روبرت بالادينو بالقول إن «الشعب السوداني قال بوضوح إنه يريد انتقالا يقوده مدنيون»، وإن هذا الأمر يجب أن يحصل «في وقت أسرع بكثير من عامين».

من جانبه، اعتبر بريان كاتولس من معهد الأبحاث المقرب من الديمقراطيين «سنتر فور أميركان بروغرس» أن موقف أميركا في الجزائر كما في الخرطوم «تتابع أميركا الأحداث كمتفرجة».