يعيش سكان حي «النسيم» شرق الرياض ومرتادو طريق «خريص» الشهير منذ الـ37 عاماً الماضية معاناة يومية، بسبب معارض السيارات التي تشكل ضغطاً مرورياً وصحياً واجتماعياً طوال كل هذه السنوات. وعلى الرغم من صدور قرار هيئة تطوير الرياض بنقل نشاط المعارض إلى موقع جديد بحي الرمال على طريق الدمام شرق العاصمة، وإمهال أصحاب المعارض لمعالجة أوضاعهم، إلا أن الوضع استمر كما هو، ولم يتم تنفيذ القرار على أرض الواقع باستثناء منع المزاد العلني «الحراج»، إذ اختفت أصوات مكبرات الصوت التي كان يصدح بها «المحرجون» ويصمّون بها آذان مرتادي المعارض وسكان الحي المجاور. ونص قرار هيئة تطوير الرياض العام الماضي على منع نشاط المعارض في حي النسيم، بهدف معالجة الازدحام المروري، والآثار الاجتماعية والصحية التي يعاني منها سكان الأحياء المجاورة لمنطقة معارض ‏النسيم الواقعة على طريق خريص شرق مدينة الرياض.

«الوطن» تجولت في المعارض الأشهر على مستوى الخليج والتي بدأ نشاطها منذ أكثر من 3 عقود ولا يزال، فرغم أنها تقع في حي اسمه«النسيم» نسبة إلى نسيم الهواء النقي إلا أنه لم يكن له من اسمه نصيب، فالسكان يتنفسون عوادم السيارات، وروائح المواد البترولية التي يعج بها المكان، حيث تقع المعارض في بقعة ضيّقة محاذية لطريق خريص الأكثر ازدحاماً في العاصمة، مما يزيد من تعقيد الاختناقات المرورية، خاصة أيام الخميس والجمعة والسبت.

وهناك رصدنا لوحات كبيرة مثبتة في كل زوايا المعارض والطرق المؤدية إليها تنبّه بإلغاء نشاط مزاد المعارض، ومعالجة وضعها وتحويلها إلى صالات عرض مغلقة، إلا أن تلك التعليمات لا تجد آذانا صاغية، فمن يطلق عليهم «شريطية السيارات» يجوبون محيط المعارض، ويقفون على الطرق المؤدية إليها، ويستوقفون السيارات المارة، ويحاولون إقناع أصحابها ببيعها وسط بخس كبير للأسعار رصدناه في عدة حالات، حيث يعرضون على صاحب المركبة أقل من 50% من سعرها العادل، عطفاً على عرقلتهم لحركة السير، وإغلاق الطرق لمعاينة السيارات، وفتح محركاتها ومفاوضة أصحابها على الأسعار.

أما داخل محيط المعارض، فتتكدّس المركبات على جانبي الشوارع الداخلية، وأمام صالات العرض، فتتوقف حركة السير غالبية الوقت الممتد من الثالثة عصراً، حتى بعيد المغرب، وسط تواجد مروري يساهم في تنظيم اختلالات حركة السير، التي يسببها هذا النشاط، الذي تسيطر على نسبة كبيرة منه جنسيتان عربيتان يستطيع الزائر تمييزهما بسهولة.

عوادم السيارات

تستمر أساليب العمالة الوافدة في التحايل والغش في هذا النشاط، حيث تبدأ رحلتهم بلبس الزي السعودي، والاتفاق مسبقاً على بخس أسعار السيارات التي يريد أصحابها بيعها، ومحاولة إقناع المالك ببيعها لأحدهم لكسب نسبة كبيرة من فارق السعر عند عرضها للبيع، إضافة إلى استفادة زملائهم من إجراءات التعقيب، حيث يرسلونهم إلى معارض ومكاتب محددة لإنهاء الإجراءات، أما الباحثون عن مركبات لشرائها فقد يتعرضون لحيلة أخرى حيث يقوم هؤلاء العمالة بإخراج السيارات التي لم تبع في صالات العرض والدخول بها من الشوارع المحيطة بالمعارض لإيهام المشتري بأنها للتو معروضة للبيع، فيقع الزبون في فخ شراء السيارات المعطوبة، أو التي لا تستحق السعر المطلوب.

تحايل وغش

يشتكي سكان منطقة «النسيم» بشكل عام وسكان حي «المنار» المحاذي مباشرة للمعارض من الصداع اليومي الذي تسببه لهم معارض السيارات، ومكاتب التعقيب والورش الصناعية التي تحيط بحيهم وتقض مضاجعهم.

وقال المواطن عبدالله الرشود إن «سكان الحي ومنذ سنوات وهم في معاناة يومية بسبب نشاط المعارض، حيث الإزعاج وتكدس السيارات، والاختناقات المرورية، وإغلاق مداخل الحي، وتواجد العمالة السائبة، والورش الصناعية التي تفرز روائح كريهة، وتلوث بيئي وبصري يهدد صحتهم».

وأكد على أهمية تطبيق الاشتراطات البلدية في هذا النشاط، ومن يريد من المستثمرين البقاء في الموقع يجب أن يجبر على بناء صالات عرض للسيارات الجديدة فقط، ولا تخرج المركبات خارج الصالات إطلاقاً، بحيث يتم القضاء على نشاط «الشريطية» والمزاد اليومي الذي يحدث داخل المعارض وفي محيطها، مطالباً بتطبيق قرار إغلاق المعارض وتحقيق مطالب السكان بالسكن داخل حيهم دون منغصات.

معاناة يومية

معالجة الازدحام المروري.

معالجة الآثار الاجتماعية والصحية بالأحياء المجاورة لمنطقة المعارض ‏

الإجراءات التي نص عليها القرار

إزالة كافة المخالفات البلدية والمرورية الموجودة بمنطقة معارض النسيم

تعديل استعمال المخططات المعتمدة من معارض سيارات إلى مخططات تجارية

تعديل رخص البناء ‏والرخص المهنية بموجب ذلك

إلزام الملاك بتحويل مباني المعارض من ألواح حديدية «هناقر» إلى صالات عرض مغلقة

منع استخدام المواقف والارتدادات المحيطة بالمعارض لعرض السيارات

تأسيس إدارة موحّدة لمنطقة معارض النسيم على غرار «اتحاد الملاك»

منع ممارسة نشاط حراج السيارات داخل معارض النسيم

نقل النشاط إلى مزاد السيارات الدولي بحي الرمال شرقاً