قال معهد brookings في تقرير له، إنه في حال عدم تمكن بريطانيا من مغادرة الاتحاد الأوروبي، قبل الفترة ما بين 22 مايو و25 مايو المقبل، فإنه من المحتمل أن تكون هناك انتخابات أوروبية في المملكة المتحدة إلى جانب 27 دولة، تضم نحو حوالي 450 مليون نسمة ستقوم بعقد انتخابات للبرلمان الأوروبي، مشيرا إلى أن الأحزاب السياسية المهمة للاتحاد الأوروبي ستحقق مكاسب كبيرة، بحيث ستربح ما يصل إلى ثلث مقاعد البرلمان، لافتا في نفس الوقت إلى أن تلك التوقعات لا تنفي عوامل ضعف القوة الأوروبية وتراجعها، في ظل الانقسامات والتحولات السياسية الداخلية، والتي تهدد بانحسار النفوذ العالمي للاتحاد الأوروبي.

نفوذ القوميين

بين التقرير أنه في حال قيام الحكومات أو التحالفات القومية ذات الشركاء اليمينيين بتعيين مفوضين أوروبيين مشككين في أوروبا، فإن القوى السائدة المهيمنة على المجلس والبرلمان ستتعاون في اختيار المفوضية الأوروبية، ورئيس المجلس الأوروبي والمسؤولين المهمين الآخرين في بروكسل، مضيفا أنه بالرغم من هذا الواقع ومن استبعاد سيناريوهات انهيار الاتحاد الأوروبي في الوقت الحالي، إلا أن زيادة نفوذ القوميين والشعبويبن في أرجاء القارة وسط التوابع السياسية من أزمات منطقة اليورو الاقتصادية العالمية، والارتفاعات في تدفقات الهجرة والإرهاب، واستفتاء البريكست وانتخابات الرئيس الأميركي دونالد ترمب، مثلت انتصارا للمتشككين في أوروبا.


التحدي الشعبوي

وأشار التقرير إلى تصاعد القوى السياسية المعادية للاتحاد الأوروبي، الموجودة حاليا في بودابست ووارسو وروما، كذلك زيادة تمثيلهم السياسي في برلين وباريس.

وذكر أن التحدي الشعبوي القومي، على المستويين الأوروبي والعالمي، هو تحد يتسبب في إضعاف قدرة الاتحاد الأوروبي على الترويج للقيم الديموقراطية الليبرالية والتعاون العالمي، خلال السنوات القليلة القادمة، مما يعرض القوة الأوروبية للتراجع، مثقلة بالانقسامات والتحولات السياسية الداخلية، خاصة وأن التجربة الأوروبية في السيادة المشتركة، غير مهيئة للعهد العالمي الذي يتسم بالقومية المتصاعدة، ومنافسة السلطة العظمى والرابط عبر حلف الأطلسي الضعيف.

متغيران مهمان

وحسب التقرير فإنه لمواجهة هذا العصر، فإن على المواطنين الأوروبيين الانحياز، لتمكين الاتحاد الأوروبي، في ظل متغيرين مهمين يتضمنان ما يلي:

1. غرق الاتحاد الأوروبي في أزماته الداخلية الخاصة بما يعرقل التنبوء بالمستقبل، ويظهر ذلك في الآتي:

تعتبر أزمة البريكست هي الأكثر استنزافا لأوروبا، كما أن تردد لندن أدى إلى التباطؤ في التقدم بالجبهات المهمة الأخرى، إذ أن لقاء القادة الأوروبيين في بروكسل كان يستهدف التركيز على الصين، في ظل زيارة الرئيس شي جين بينج إلى أوروبا، إلا أن اللقاء ركز على التعامل مع طلب رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بالمزيد من الوقت، من أجل الحصول على الاعتماد البرلماني للشروط، التي تم التفاوض عنها بخصوص الانفصال، وتجنب الانهيار الفوضوي عند الخروج من الاتحاد الأوروبي في 29 مارس.

انقسامات المملكة المتحدة الداخلية غير مرجحة في أن تخف بفعل نتيجة الأسابيع القادمة، وستظل تسبب الألم لأوروبا، وستزيد من محاولات القوميين لتحويل الاتحاد الأوروبي من الوعود الداخلية، إلى إبطال تكامل أوروبي أكثر.

الأحزاب القومية مثل حزب فيدس بالمجر، وحزب العدالة والقانون في بولندا، وحزب رابطة الشمال في إيطاليا، الذي يروج لفكرة تحالف الدول المعادية للمسلمين والعالمية الليبرالية، وجميعها تشكل جبهة من المعارضة للحلول الأوروبية. * تطور أنظمة الأحزاب الكلاسيكية في أرجاء أوروبا، إذ شهدت العديد من الدول، مثل فرنسا وإيطاليا، تغيرات جذرية كاملة، حيث إن الوسطيين والمجربين أزاحوا اليساري القديم، واليميني الجديد يسيطر على اليميني القديم، فيما يعقّد التعاون الأوروبي، خاصة في مجال السياسة الخارجية.

2. الابتعاد عن العولمة:

يؤشر هذا المتغير إلى ابتعاد العالم عن التعاون الإيجابي، الذي لا يبشر بالخير في تجربة أوروبا الفريدة في السيادة المشتركة، خاصة في ظل عدد من التحولات يتصدرها صعود القيادة القومية الشخصية في ازدياد في الصين والهند والولايات المتحدة والبرازيل وروسيا وتركيا، وأماكن أخرى تقول بأن العالم المناقض تماما لنموذج الاتحاد الأوروبي، إنه عالم الذي فيه تفضل الدول المصالح على القيم «العالمية»، حيث تقوم الأنظمة الاستبدادية بتهديد الليبرالية، في هذا العالم.

القوة المعيارية للاتحاد الأوروبي تعتبر أقل جاذبية كما أن صوتها أضعف، وظهر ذلك عندما ضمت موسكو القرم، وتجاهلت بكين تحكيم الأمم المتحدة في بحر جنوب الصين، واعتبار واشنطن هضبة الجولان أرض إسرائيلية، بما يعني أن القانون العالمي يخسر أمام «الحقائق على الأرض»، كذلك فإن تزايد التعددية القطبية أدى إلى التنافس الاستراتيجي، وجاء على حساب أوروبا، وحول العالم إلى ساحة حرب للقوى العظمى.

ضعف الاتحاد الأوروبي في ظل ضعف الرابط عبر الأطلسي، كذلك التهديدات العدوانية، التي تقوم بها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، نحو الحلفاء بخصوص التجارة والإنفاق على الدفاع وهجماتها على المؤسسات متعددة الأطراف، ما أغرق المجتمع عبر الأطلسي في أزمة عميقة.

أنه بدون شريك ذو تفكير مثيل في الحوكمة العالمية في واشنطن، فإن بروكسل تجد من الصعب أكثر أن تدعم أجندة طموحة بخصوص الانتشار النووي أو التغير المناخي، سيما وأن مغادرة دونالد ترمب للبيت الأبيض لن تحل أي شيء، في ظل العداوة المتأصلة في حزبه تجاه التعددية.

محاولات الإنقاذ

قال التقرير إن اللحظة الحالية من العتمة الجيوسياسية بحاجة إلى محاولات إنقاذ ووضوح سياسي، في حال أرادت أوروبا أن تكون لاعبة أكثر من كونها ملعب في عالم تنافسي أكثر، كما يجب على الأوربيين أن يدعموا اتحاد أوروبي قوي، وقادر في صناديق الاقتراع.

ولفت التقرير إلى أن بروكسل تمكنت من تحقيق وحدة الصوت والهدف، كما استفادت من تنازل ترمب عن الشراكة العابرة للمحيط الهادئ، كي تسرّع من صفقتها التجارية مع اليابان، مستندة على صفقة استكملتها كندا في 2016، كذلك مواجهة الرسوم الجمركية على الصلب والألومنيوم، ووقوف الاتحاد الأوروبي أمام ترمب وعقد صفقة مستمرة حتى الآن.

يتكون البرلمان الأوروبي من 7 مجموعات أو كتل حزبية و29 نائبا حرا، يمكن تصنيفها كالآتي:

الموالون للبناء الوحدوي الأوروبي

حزب المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين: تأسس بمبادرة من المحافظين البريطانيين، بعدما قرروا الانسحاب من الحزب الشعبي الأوروبي عام 2009.

التحالف الأوروبي من أجل الحرية: يضم شخصيات تنتمي إلى اليمين المتطرف

الحزب الشعبي الأوروبي:

ويضم الأحزاب اليمنية

الحزب الاشتراكي ويضم الأحزاب الاشتراكية الأوروبية

تحالف الديمقراطيين والليبراليين الأوروبيين

حزب الخضر : جاء في المرتبة الثالثة عام 2009.

المشككون في البناء الوحدوي الأوروبي

حزب اليسار الأوروبي الموحد واليسار الأخضر الشمالي: يضم أعضاء بالأحزاب الشيوعية الأوروبية.