قال معهد «كاتو» للأبحاث السياسية في تقرير له، إن أجندة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما في ليبيا، والتي عمل على تنفيذها عام 2011 عبر حلف الناتو، أشعلت الصراع في ليبيا وحولتها إلى عراق ثان.

عواقب التدخل الأميركي

انقسام القوى الليبية وانهيار البنية التحتية

الكشف عن أوهام الديمقراطية كما حدث بالعراق

ظهور الميليشيات المسلحة ونشر الإرهاب


قال معهد «كاتو» الأميركي، وهو معهد أبحاث سياسات ليبرالي أميركي بواشنطن، إن آمال إدارة باراك أوباما السابقة في الانتقال المنظم إلى الديمقراطية في ليبيا ظهر أنها «وهمية» كما كان الأمر في العراق قبل ذلك، مشيرا إلى أن عواقب التدخل الأميركي في ليبيا تشبه الجحيم إلى حد كبير ولا تزال كذلك.

ووفقا للمعهد، فقد انتقلت مأساة ليبيا التي أطلقتها إدارة أوباما التي بدأت بتدخل عسكري من حلف شمال الأطلسي «الناتو» بقيادة الولايات المتحدة في عام 2011 إلى مرحلة عنيفة أخرى، بشن قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، هجوما الأسبوع الماضي على الميليشيات المسلحة المتحالفة مع حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج في العاصمة طرابلس. ولقي 174 شخصا حتفهم في طرابلس وما حولها، في القتال الدائر منذ الأسبوع الماضي وحتى الآن.

تناقض المسؤولين الأميركيين

الحقيقة العنيفة في ليبيا، حسب المعهد، تكمن في تناقض حاد مع التفاؤل الذي سخر منه المسؤولون الأميركيون وحلفاؤهم في وسائل الإعلام الإخبارية عندما ساعد حلف شمال الأطلسي «الناتو» في الإطاحة بالرئيس السابق معمر القذافي.

واعتقد القادة الغربيون والنقاد آنذاك أن ليبيا ستتمتع بمستقبل أفضل بكثير نتيجة للدعم الأميركي والأوروبي. وأثناء فرار القذافي من العاصمة، قال أوباما: «طرابلس تفلت من قبضة طاغية». وأضاف: «إن الشعب الليبي يظهر أن السعي العالمي للكرامة والحرية أقوى بكثير من القبضة الحديدية لديكتاتور». ومن جانب آخر، كان كل من جون ماكين وليندسي جراهام يشعران بالامتنان والتفاؤل.

أوهام الديمقراطية

فيما يسيل الكثير من الحبر على صفحات الصحف العالمية حول موجة ثانية مما يطلق عليه «الربيع العربي» والتي امتدت أحداثه في الجزائر والسودان في الفترة الأخيرة، وسبقهما في ذلك كل من سورية وتونس واليمن ومصر وليبيا، اعتبر المعهد أن آمال واشنطن في فترة حكم الديمقراطيين في الانتقال المنظم في السلطة إلى جهات أكثر ديمقراطية كانت وهمية كما حدث قبل 16 عاما في العراق حينما سقط الديكتاتور صدام حسين.

عواقب وخيمة

وقال المعهد إن العواقب ظهرت جلية في كل من اليمن وسورية وليبيا، حيث يسقط آلاف الأبرياء يوميا نتيجة الحروب الأهلية. وفي ليبيا التي تشهد صراعا دمويا داخليا، في ظل وجود ميليشيات محلية تحت سيطرة ضئيلة من الحكومتين المتنافستين، فإن ليبيا تقاد إلى فوضى عارمة ستتسبب في كارثة إنسانية، فقد تم تهجير مئات الآلاف من الليبيين داخليا، بينما يحاول مئات الآلاف الفرار عبر البحر الأبيض المتوسط ​​في قوارب مكتظة بالركاب. وأضاف المعهد أن واشنطن في عهد أوباما تسببت في أكثر من ضرر في ما سمي آنذاك «عملية إنقاذ ليبيا». وقال ينبغي على الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة التراجع والسماح للحرب الأهلية الليبية بالوصول إلى نهايتها، بغض النظر عن الفصيل الذي يحقق النصر.

حقيقة النوايا الحسنة

تساءل المعهد عن حقيقة النوايا الحسنة في السياسية الخارجية الأميركية، وهل هناك ما يدل على أنها حقيقة، فالتدخل العسكري الذي قادته الولايات المتحدة في ليبيا عام 2011 كانت أهدافه المعلنة هي الإطاحة بالديكتاتور القذافي، ومساعدة نظام ديمقراطي جديد في الوصول إلى السلطة. ولكن يجب الحكم على هذه السياسات من خلال عواقبها، وليس نواياها. وأضاف المعهد: «في الواقع، فإن الملاحظ أن الطريق إلى الجحيم مرصوف بالنوايا الحسنة، كما حدث ويحدث تماما في ليبيا».

آثار تدخل أوباما في ليبيا

- تسبب في أكثر من ضرر فيما سمي آنذاك «عملية إنقاذ ليبيا».

- أدى إلى انقسام القوى الليبية ووجود حكومتين.

- ظهور الميليشيات المسلحة ونشر الإرهاب.

- سقوط قتلى وجرحى وانهيار البنية التحتية.

- الكشف عن أوهام الديمقراطية كما حدث قبل 16 عاما في العراق.