شهدت سورية أمس أول استهداف لبناها التحتية منذ بدء التحركات الاحتجاجية في 15 مارس الماضي، حيث أفيد عن تفجير أنبوب الغاز في منطقة دير الزور على الحدود مع العراق، التي تشهد تظاهرات حاشدة.
وفيما أجرى الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي محادثات مع الرئيس السوري بشار الأسد تناولت آخر المستجدات على الساحة الداخلية، قـال الرئـيس الأميركي باراك أوباما إن الأسد فوت سلسلة من الفرص للإصلاح، وندد في حديث لمحطة "سي بي إس" الأميركية، أيضا بالهجوم على السفارة الأميركية في دمشق.
أما وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونجيه فاعتبر أن "عرقلة" الصين وروسيا لمشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يندد بالقمع في سورية "غير لائقة".
على صعيد آخر، أكدت مصادر دبلوماسيـة في السفـارة الأميركية في دمشـق لـ"الوطن"وجـود نية لدى السفير الأمـيركـي روبـرت فورد وسفراء آخرين القيام بزيارة لعدد من المدن والمناطق السورية في المستقبل القريب، بهدف التواصل مع الناس وسماع آرائهم بما يحصل في البلاد حاليا، كـما يجـتمع ويسمـع رأي الرسميين في الحكـومـة السـورية.
شهدت الساحة السورية أمس تطورات متسارعة، كان أبرزها تفجير أنبوب الغاز في منطقة دير الزور، وهو الحادث الأول من نوعه الذي يستهدف البنى التحتية السورية منذ اندلاع الاحتجاجات في 15 مارس الماضي، في وقت شهدت فيه منطقة الزبداني تظاهرات ليلية أصيب خلالها العديد من المتظاهرين برصاص القوى الأمنية.
وقال ناشط سوري إن 4 مدنيين قتلوا برصاص الأمن في إدلب.
وفيما وصل الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي إلى دمشق للقاء المسؤولين السوريين، حذر الرئيس الأميركي باراك أوباما من أن الرئيس السوري بشار الأسد فوت سلسلة من الفرص للإصلاح، وندد أيضا بالهجوم على السفارة الأميركية في دمشق، وقال وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونجيه: إن "عرقلة" الصين وروسيا مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يندد بالقمع في سورية "غير لائقة".
وفي حين قال سكان: إن انفجارين ألحقا أضرارا بخطي أنابيب فرعيين لنقل الغاز شرق سورية أمس، ذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء أن حريقا اندلع في خط أنابيب إما بسبب اشتعال أعشاب يابسة قريبة من الأنبوب أو حدوث تسرب منه.
وقال السكان: إن الانفجارين ألحقا أضرارا بخطي الأنابيب في منطقتي الطيانة والبصيرة شرق العاصمة الإقليمية دير الزور بالقرب من الحدود مع العراق، وهي منطقة تشهد مظاهرات حاشدة احتجاجا على نظام الرئيس بشار الأسد.
وقال الشيخ نواف الخطيب وهو زعيم قبلي بارز في اتصال هاتفي مع "رويترز": إن الناس يشتبهون بأن النظام الحاكم يقف وراء الهجومين لتشويه "قضية الديموقراطية". وأضاف: أن من الصعب جدا ضرب هذين الخطين مع انتشار أعداد أكبر من القوات في دير الزور في الآونة الأخيرة.
إلى ذلك، نقلت منظمة "آفاز" الحقوقية عن شاهد عيان القول إن قوات الأمن بدأت بإلقاء الغاز المسيل للدموع، ثم قامت بإطلاق النار على متظاهرين في بلدة الزبداني جنوب غرب سورية. وأوضح أن عدد المصابين لم يتضح على وجه الدقة بسبب الظلام، كما أن أهالي معظم المصابين يرفضون نقلهم إلى المستشفيات خوفا عليهم.
في الوقت نفسه، أعلنت لجان التنسيق المحلية أن عدد المعتقلين في مختلف أنحاء البلاد تجاوز خمسة عشر ألف شخص.
يأتي هذا بينما أكد نائب الرئيس السوري فاروق الشرع أنه لا يحق لأي دولة المطالبة بتنحي الرئيس الأسد ونزع شرعيته.
وقال الشرع في تصريح مقتضب لصحيفة "الخبر" الجزائرية نشرته أمس عقب اختتام اللقاء التشاوري لهيئة الحوار الوطني "لا أحد يتدخل في الشأن السوري، ولا يحق لأي دولة المطالبة بتنحي الرئيس بشار الأسد ونزع شرعيته".
وفي حديث لشبكة "سي بي أس" الأميركية، قال الرئيس أوباما: إن الأسد "فوت فرصة تلو الأخرى لتقديم برنامج إصلاح فعلي". وأضاف "وبشكل أوسع، أعتقد أن الرئيس الأسد يفقد شرعيته بشكل متزايد في نظر شعبه". وتابع الرئيس الأميركي: أن واشنطن أوصلت رسالة واضحة بأن "ما رأيناه من قبل النظام السوري كان درجة غير مقبولة من القمع العنيف الموجه ضد شعبه".
كما ندد بسماح سورية لأشخاص مؤيدين للنظام بمهاجمة السفارة الأميركية، قائلا: إن واشنطن "أوصلت رسالة واضحة بأنه لا يسمح لأحد بالتعدي على سفارتنا، وسنتخذ ما يلزم من الخطوات من أجل حماية سفارتنا".
وقال المتحدث باسم الرئاسة الأميركية جاي كارني في مؤتمره الصحفي أول من أمس: إن الهجوم "غير مقبول (...) لقد أبلغنا ذلك بوضوح إلى الحكومة السورية.
وأضاف "أنها مسؤوليتهم كما أنها مسؤولية الدولة المضيفة في كل أنحاء العالم، ضمان الأمن والحفاظ على سلامة السفارات الأجنبية فيها".
لكن الناطقة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند قالت لاحقا: إن الأمور تتحسن على ذلك الصعيد، نعتقد أن هناك انتباها أكبر الآن لأمننا. وأضافت: أن السفير الأميركي في دمشق روبرت فورد التقى الثلاثاء نائب وزير الخارجية السوري، وهناك "نبرة تدل على تعاون أكبر" في محادثاتهم.
وأكدت مصادر دبلوماسية في السفارة الأميركية بدمشق لـ (الوطن) " وجود نية لدى السفير الأميركي روبرت فورد وسفراء آخرين بالقيام بزيارة لعدد من المدن والمناطق السورية في المستقبل القريب, بهدف التواصل مع الناس وسماع آرائهم بما يحصل في البلاد حاليا, كما يجتمع ويسمع رأي الرسميين في الحكومة السورية".
وعما إذا تم إعلام الحكومة السورية بهذه الزيارات المستقبلية, اكتفت المصادر بالقول "هذا شأن داخلي ديبلوماسي بروتوكولي.. ونحن سبق أن أخبرنا الخارجية السورية عن نية زيارة وفد من السفارة إلى مدينة حماة قبل إتمامها".
وكان السفير الأميركي روبرت فورد والسفير الفرنسي إيريك شوفالييه قد تعرضا إلى الطرد من كنيسة الصليب المقدس في دمشق أول من أمس الثلاثاء.