في الحقيقة هما عروسان وليست واحدة كما نشرت الصحف الكويتية، وهما تنتميان لقبيلة سعودية لها احترامها ومكانتها، لكنهما أيضا تنتميان لعائلة يعتقد أفرادها أن لا أحد حتى أبناء القبيلة من الأفخاذ الأخرى جدير بنسبهما، هذا أدى إلى محدودية فرص فتيات العائلة في الزواج. أدرك معه شاب منهم محترم ومثقف، أن مصير شقيقتيه الحرمان من الزواج وبناء أسرة، فقرر إقناع والده بالموافقة على شابين محترمين من القبيلة نفسها، وتم فعلا عقد الزواج بحضور الأب وموافقته، لكن بعض من لا يتق الله من العائلة قرر إقناع الأب أن ما فعله جريمة تخالف الدين، وخططوا مع الأب لاختطاف الفتاتين يوم العرس، أثناء تواجدهما في صالون التزيين. ولأن الأخ كان يشعر أن شيئا مثل هذا سيحدث، ذهب لشؤونه وفي جيبه أوراق الفتاتين الثبوتية ليضمن بقاء البنتين في الكويت، لكنه لم يعلم أن هناك خطة تعد باحترافية الشر، حيث ذهب الأب للصالون وأخذ الفتاتين واتجه مباشرة للسعودية، واستطاع تجاوز منفذ السالمي ووصل للرقعي حيث كان يجب أن تتم المطابقة للأوراق الثبوتية، فأخبرت الفتاتان الموظفات، أنهما المفترض أن يكون عرسهما الليلة، وأن والدهما اختطفهما من الكويت، وطلبتا أن تعيدهما للكويت، لكن سلطات المنفذ أدخلتهما للسعودية، وقبض على الأب بتهمة استخدام أوراق ثبوتية لنساء مختلفات عن الموجودات، لكن لم تعد الفتاتان للعريسين وبقيتا في السعودية. أنت لا تعرف حقا من أين يأتي كل هذا الشر، ولماذا يعتقد شخص أنه يملك حق أن يحرم إنسانا من سعادته، وكيف يصرف طاقته لتدمير حلم فتاتين بريئتين رغبتا في أمر أحله الله وأباحه لهما؟! إن واجبنا ألا نترك هذا الشر يتصرف بمصائر الناس دون مساءلة، ودون سلطة قوية تتساءل عن ما حدث لهما، وهل تلك الدموع والبكاء التي كان شاهدا عليها منفذ الرقعي جفت، أو هل ما زال الشر يمنعهما عن المستقبل؟ وإذا كان نعم، فمن حقنا أن نتساءل عن دور مؤسسات الدولة الاجتماعية وعن صمتها عن ذلك رغم أنه لا شك وصلها خبر القضية.