أبقراط وجالينوس وابن سينا وأطباء آخرون استخدموا الرائحة بشكل متكرر كأداة تشخيصية. على الرغم من أن الرائحة لا تُستخدم بنفس الكثرة في الطب الحديث، إلا أنها لا تزال تحتفظ بمكانتها. حيث يتم تعليم المسعفين بشكل روتيني الكشف عن رائحة الفاكهة في نفس مرضى السكري الذين أصبحوا مصابين بارتفاع في سكر الدم، ويتم تدريب أطباء الجهاز الهضمي على كشف رائحة الدم في البراز، ولكن لقد كانت هنالك أدلة قليلة للرائحة المرتبطة بالاضطرابات التنكسية العصبية.

والآن لقد تم اكتشاف واحد لمرض باركنسون عن طريق الرائحة والذي يسبب الارتعاش والتصلب والخرف، ويُعتبر منهكًا، وكذلك يقصر إلى حد كبير متوسط العمر الافتراضي. المعدلات التي تظهر بها هذه الأعراض وتزداد سوءًا لا يُمكن إيقافها ولا تبطئتها حتى الآن، ولكن بالإمكان إيقاف أكثر آثاره ضررًا بالأدوية. كما يحصل مع العديد من الأمراض، فإنه كلما كان التدخل أبكر، كلما كان أفضل. ولكن هنا تكمن أشد الصعوبات إذ لا توجد أي فحوصات تعمل على تشخيص إذا ما كان باركنسون موجودا بالفعل أم لا سواء عن طريق الرائحة أو غيرها.

أفضل حل يستطيع أطباء الأعصاب القيام به هو دراسة الأعراض وافتراض إذا ما كان الشخص مصاب به أم لا. لذلك لا يزال البحث مستمرًا عن أداة أفضل للتشخيص. الأمر غير المتوقع هو أن العلماء الآن يتبّعون أنف شخصٍ ما.