اتصل على الرقم 933، في حال طارئ، انقطاع جزئي، كلي، حريق، حسنًا اتصلت، ادخل رقم الاشتراك ثم مربع #؛ المقلق والمحيّر وغير العقلاني، بيتك في ظلام والحيّ وأحياء كاملة انقطعت الكهرباء ليلًا، والقاسم المشترك ظلام. لماذا لا تلزم شركة الكهرباء أن تسير على منوال بالدفاع المدني، والشرطة والأجهزة الأمنية التي تتجاوب فورًا دون تعجيز أو إذلال.

كيف سترى رقم الاشتراك الذي يتألف من 10 أرقام، حتى بالرسائل النصية، كيف ستنقل الرقم بقلم على ورقة ثم تدخله بالهاتف النقال أو الثابت، بل كيف ستعثر على ورقة أو قلم وأنت في ظلام، وأردت أن تبلغ، أليس المفروض أن يكون رقمًا مباشرًا إلى الموظف المناوب. من الطبيعي والأكرم للمواطن أن تبرمج الخدمة بإدخال رقم طوارئ، يصلك بالموظف، خاصة وأنت في ظلام دامس. أو على الأقل تطالب بإدخال رقم الهوية الوطنية لكان أسهل فقد حفظها غالبية المواطنين عن ظهر قلب، حين كان شحن بطاقات الاتصال يتطلب رقم الهوية عند كل عملية شحن، أم هو التعجيز والإفراط في إذلال المواطن..يا شركة الكهرباء السعودية.

أليس من الحيف أن تتلقى إنذارات بالفصل عند تأخر التسديد، وماذا عن أجهزة تكييف عطبت وثلاجات، وأكثر من ذلك مرضى الربو أو قصور الرئة، منهم من يعيش على أكسجين، تنقطع الكهرباء فجأة فمن المسؤول عن مضاعفات ذلك وربما تصل إلى الوفاة.

لم تزود الشركة المواطنين بحقوقهم في حال وجود خطأ حتى وإن كان عفويًّا، عن مادة أو نظام أو قانون يخول المواطن تقديم طلب تعويض عما تلف من أجهزة، وعن الضرر النفسي وحالات الفزع التي تنتاب الأطفال في ليل حالك السواد وطقس شديد الحرارة تصل فيه درجة الحرارة ليلًا إلى 32 درجة، ونهارًا 39 درجة ولا نزال في فصل «الربيع».

أسئلة لم نجد لها جوابًا، أليس من القانوني والشرعي على الأقل أن تشعر شركة الكهرباء مشتركيها برسائل نصية عن الانقطاعات التي تفاجئ المشتركين معظم الأيام عند الساعة الواحد ظهرًا أو على أقل تقدير، إشعارات «بعدية» تفسّر أسباب الانقطاعات المفاجئة، والتي تكررت بأواخر شهر رجب والنصف الأول من شهر شعبان بهذا العام، والمؤلم أنها تشمل مدنًا وقرى بأكملها في منطقة جازان. أم أن ما يحدث هذه الأيام لترويضنا على ما ننتظره في شهر رمضان؟

رحماك ربي نفد الصبر 40 عامًا ويزيد وجازان تعاني من شركة الكهرباء... فواتير مضاعفة وخدمة سيئة، من المفروض أنها أكثر منطقة تضخ أموالًا، أليس من العدالة والمساواة أن يحدد حسم نسبة مئوية من استحقاق الفاتورة مقابل الانقطاعات ناهيك عن فرق التكلفة عن مناطق أخرى.

هل بوسع 2 مليون النزوح لمناطق ذات طقس معتدل فرارًا من وطأة ارتفاع تكلفة فواتير الكهرباء... وتكرار الانقطاعات...أليس من الحكمة وتقديرًا لإنسانيتنا أن نتلقى على الأقل رسائل اعتذار وكشف أسباب الانقطاعات المفاجئة، وباعتقادي أن الأجدى أن نلجأ للقضاء.