كشف تقرير صادر عن مركز The Center for Responsive Politics الأميركي عن عدد من الدراسات، التي تثبت أن النفوذ السياسي في الولايات المتحدة تحكمه التبرعات الطائلة، من قبل الشركات والمنظمات السياسية ورجال الأعمال، وهؤلاء يمثلون عددا قليلا، لا يذكر، من الأميركيين، وهم الذين يتمتعون بالتأثير السياسي الضخم لأنهم يتبرعون بالأموال في الحملات الانتخابية، وللسياسين وجماعات الضغط واللوبيهات الأخرى.

وضع القوانين وضعف التمثيل الشعبي

درس الأستاذان مارتن جيلينز من جامعة “برينستون”، وبنجامين آي بيج في جامعة “نورث وسترن” بيانات أكثر من 20 عاما للإجابة على سؤال بسيط للغاية: هل تمثل الحكومة الشعب؟


وتناولت دراستهما بيانات تتضمن ما يقرب من 2000 استطلاعات للرأي العام، وقارنتها بالسياسات التي انتهى بها الأمر إلى أن تصبح قانونا، بمعنى آخر، قارنوا ما أراده الجمهور لأن يطبق كقانون، وما فعلته الحكومة فعلا، وما اكتشفوه كان مزعجا للغاية: حيث أن آراء 90% من المصوتين ليس لهم أي تأثير على الإطلاق في تحديد مصير القوانين السياسية والاجتماعية والاقتصادية والصحية في البلاد.

تأثير قريب من الصفر

أجرت جامعة “برينستون” دراسة أخرى بعنوان: “تأثير الرأي العام قريب من الصفر على القانون الأميركي”، إذ اكتشفت الدراسة أن عدد الأميركيين المؤيدين أو المعارضين لأي فكرة ليس له أي تأثير على احتمال أن يجعله الكونجرس قانونا، ويبدو أن تفضيلات المواطن الأميركي العادي ليس لها سوى تأثير ضئيل، يقترب من الصفر، وغير مهم من الناحية الإحصائية على السياسة العامة، حسبما أكدت نتائج الدراسة.

وأضافت: الشيء الوحيد الذي يملك تأثيرا في هذه العملية هو المال، ففي حين أن آراء 90% من ذوي الدخل المحدود في أميركا لديهم “تأثير غير مهم من الناحية الإحصائية”، فإن النخب الاقتصادية ورجال الأعمال وممولي جماعات الضغط لا يزالون يتمتعون بنفوذ كبير في السياسة الأميركية.

ينفقون مليارات ويأخذون منهم تريليونات

وفقا لموقع represent.us، فإنه خلال الخمس أعوام الماضية، أنفقت 200 شركة ناشطة سياسيا في الولايات المتحدة نحو 5.8 مليارات دولار للتأثير على الحكومة والكونجرس، من خلال مساهماتها في جماعات الضغط والحملات، والنتيجة هي أن هذه الشركات نفسها حصلت على 4.4 تريليونات دولار من دعم دافعي الضرائب، وحققت عائدا بلغ 750 ضعف استثماراتها.

كيف أصبحت أميركا بلدا لأصحاب الثروات الطائلة

0.01% من 1 % من أصحاب الثروات يقدمون تبرعات بمقدار 10 آلاف دولار

99% من مواطني أميركا يتبرعون فقط بأقل من 200 دولار للشخص الواحد

1%

من الشركات تسهم في ثلثي إجمالي أموال الحملات الفيدرالية

99% من المواطنين الأميركيين يسهمون في ثلث إجمالي أموال الحملات الفيدرالية

مقياس النفوذ

متبرع واحد من الأثرياء يملك نفس التأثير لـ10 آلاف متبرع عادي

خيارات النجاح

90% نسبة فوز المرشح الانتخابي في حال كان ثريا

الوقت

يقضي المسؤولون المنتخبون في أميركا من 30 % إلى 70٪ من وقتهم في جمع التبرعات من أجل الانتخابات المقبلة

وضع القوانين

في مقابل التبرعات الانتخابية، يقر المنتخبون قوانين جيدة للجهات المانحة الكبرى، وضارة بالنسبة لبقية الولايات المتحدة.

الفوز بمقعد في مجلس الشيوخ (الكونجرس):

للفوز بهذا المقعد يجب على المرشح جمع أكثر من 15 ألف دولار يوميا من التبرعات