قال معارضون إيرانيون، إنه كان يجب وضع قوات الحرس الثوري الإيراني منذ زمن بعيد على قوائم الإرهاب ووضع نقطة نهاية لجميع الألاعيب السياسية القذرة والخفية والتي يتم فيها إلصاق الاتهامات بالإرهاب بالمعارضة، مشددين على أن قوات الحرس هي العمود الفقري لحفظ نظام الملالي وهي المسؤولة عن وظيفتي قمع الشعب في الداخل، وتصدير الإرهاب والحروب لخارج إيران.

وأشار عضو لجنة الأمن ومكافحة الإرهاب في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، هادي روشن روان، إلى أحد جرائم قوات الحرس الثوري في الخارج، ودوره في مذبحة مكة المكرمة أثناء موسم الحج عام 1987، متطرقا إلى تفاصيل المذبحة الإرهابية وخلفياتها والتي تعتبر مثالا فريدا وتجسيدا للإرهاب الحكومي لقوات الحرس الثوري الإيراني.

دس الأسلحة والذخائر

ذكر هادي روشن روان أنه في يوم الجمعة 31 يوليو 1987 قامت قوات الحرس التابعة لخميني بتنفيذ مذبحة إرهابية في مكة المكرمة من خلال دس الأسلحة والذخائر في حقائب الحجاج كبار السن بغير علمهم، ما أدى إلى وفاة وجرح أكثر من ألف شخص من حجاج الدول المختلفة، ممن سالت دماؤهم على الأرض.

وأضاف أن قوات الحرس نفذت الفتاوى المجرمة لخميني في أطهر وأقدس بقاع المسلمين بكل وحشية دموية، مبينا أن تلك الفضيحة مثلت أحد أبشع الجرائم الإرهابية الخاصة بقوات الحرس، ومن ثم فقد حاولوا إلقاء مسؤوليتها على المعارضة الإيرانية من خلال إعمال الحرب النفسية.

فضيحة العلاقات السرية

قال هادي روشن روان إن مذبحة مكة جاءت في أعقاب كشف فضيحة العلاقات السرية وتعاملات التسليح بين نظام خميني وبين أميركا وإسرائيل في العام 1986 «إيران جيت»، والأزمات المستعصية التي كان يعاني منها النظام بسبب الحرب التي فرضها خميني على البلاد والضربات المتزايدة لجيش التحرير الوطني، ومن ثم فقد احتاج النظام لحجب الضوء عن الوضع المميت لنظامه من خلال الهروب للأمام والإقدام على تخطيط مؤامرة وحشية ليتم تنفيذها في مكة وأيام الحج، والتي تحولت لفضيحة كبيرة تطارد النظام حتى الآن، لاسيما بعد الكشف عن تفاصليها والمتورطين فيها.

خطوات تحريض وتحريك الوكلاء الحكوميين وقادة الحرس لتنفيذ المذبحة

- في يوم 28 يوليو 1987 طالب خميني الحجاج في رسالة طويلة القيام بأعمال فوضى في مكة أيام الحج، وفي أعقاب صدور هذه الرسالة أجاب عليها محسن رضائي الذي كان يتولى قيادة قوات الحرس آنذاك ببيان بعنوان «لبيك يا إمام»، وأعلن عن جاهزيته لتنفيذ هذه الجريمة.

- جاء في هذا البيان الذي أذاعه راديو النظام في 30 يوليو1987، أن»قوات الحرس الوفية لكم من بين قوات الحشد في جميع البلاد الإسلامية من العراق ولبنان وأفغانستان حتى إفريقيا، سعت لتشكيل نواة مقاومة حزب الله والشبان الأبطال والعاشقين يهرعون لمحاربة الظلم بسرعة».

- بهدف تنظيم وتنفيذ هذه الكارثة الدموية أرسل النظام في وقت سابق عددا من مسؤوليه وعملائه لمكة، حيث عملوا على تنفيذ مخطط مرسوم لهم مسبقا بخلق الفوضى والاشتباك المسلح وغير المسبوق خلال مناسك الحج في بيت الله الحرام وأدى ذلك لاستشهاد مجموعات كثيرة من المواطنين والحجاج.

- وفقا لتقارير وكالات الأنباء فقد توفي 402 شخص وجرح 649 شخصا آخرين في أحداث مكة، مبينة أن 275 شخصا من المتوفين و303 أشخاص من الجرحى كانوا من الحجاج الإيرانيين، إضافة إلى استشهاد وإصابة عدد من السعوديين وحجاج البلدان الأخرى.

- في 7 أغسطس 1987، كتبت صحيفة نيويورك تايمز، نقلا عن أحد الحجاج: «إن عملاء خميني كانوا يحملون سكاكين وعصي وحتى قنابل تحت لباسهم وكانوا يضربون الناس العاديين لإجبارهم على المشاركة في مظاهراتهم».

اعترافات مسؤولي النظام بتنفيذ هذه الكارثة

شهادات موسوي وأحمد خميني وكروبي

كتب رئيس الوزراء الإيراني- آنذاك- مير حسين موسوي ، في رسالة لخامنئي، أن «العمليات الخارجية تمت بدون علم وأمر الحكومة. أنتم تعلمون كم كانت الكارثة الكبيرة وأثرها غير المرغوب به على البلاد. وبعد أن يتم اختطاف الطائرة نعلم بذلك. وعندما يفتح نار الرشاش في أحد شوارع لبنان ويجول صداه في كل مكان ننتبه للقضية. وبعد كشف المواد المتفجرة في أمتعة حجاجنا في جدة أعلم بالأمر بعد أن يحدث. وعلى الرغم من الضرر والخسائر التي لحقت بالبلاد نتيجة هذا التحرك ما تزال مثل هذه العمليات أن تتم باسم الحكومة في أي لحظة وأي ساعة».

- في 29 أبريل 1989 اعترف أحمد خميني بتنفيذ مذبحة مكة من قبل عملاء خميني (وكالة أنباء فارس).

- قال كروبي رئيس البرلمان الأسبق في جلسة سؤال وجواب عقدت في جامعة بو علي همدان: «لقد انتهى عصر السحر والشعوذة بالنسبة للجميع ويجب التحدث والإجابة.. في عام 1985 كنت ممثل خميني وفي ذاك الوقت وفقا لأوامره عقدنا مراسيم البراءة المنسقة في المدينة ومكة»، مضيفا : «وفي العام الثاني انتبهت أن إحدى طائرات الحجاج كانت تحمل 110 ركاب قد تم توقيفها وبعد متابعتي للموضوع فهمت الأمر بأن مؤسسة في إيران نسقت مع القافلة ووضعت مواد متفجرة في حقائب الحجاج، وقد أرسل المسؤولون السعوديون هؤلاء بعد أن قاموا باعتقالهم جميعا وقالوا لي بأنكم ممثلون للشعب، ومسؤولو الحجاج الإيرانيون قاموا بعكس ذلك وأنتم اهتموا بعملكم واتركوا هؤلاء تحت تصرفنا، وبقي فقط ثلاث أشخاص من مختصي المواد المتفجرة في السجن وتم إخلاء سبيل البقية».

تبرئة المعارضة

أوضح هادي روشن روان أن النقطة المهمة التي يجب التذكير بها هي أن النظام ألقى اللوم في هذه القضية على المعارضة الإيرانية كالعادة، مثل قتل الرهبان المسيحيين وانفجار مقر الإمام رضا في قضية تشبه هذه الكارثة التي تسبب فيها جميع المسؤوليين بالصف الأول في النظام ممن اعترفوا بأنهم أنفسهم من أرسل المواد المتفجرة إلى مكة.

وذكر هادي روان أن خميني بعد كل هذه الفضائح ومن شدة تألمه من الضربة السياسية الكبيرة التي تلقاها أمر بنشر بيان من قبل مكتب الدعايات الإسلامية التابع لحوزة الجهل والتخلف في قم وطبقا للقاعدة المعروفة وفي أي مكان يواجه فيه فشلا وفضيحة كبيرة يلصقها بعدوه اللدود والأساسي أي المعارضة الإيرانية، وزعم خميني قائلا: «نحن نرى أياد وتعاون المعارضة وارتباط الكفر مع النفاق في هذه الكارثة الدموية».

ولفت روان إلى مشاركة قوات الحرس الثوري في تنفيذ كل الجرائم التي خطط لها النظام، مؤكدا أن وضع قوات الحرس في قائمة الإرهاب جاء متأخرا جدا، وبعد محاولات النظام إلصاق تهمة مذبحة مكة والاتهامات المشابهة لها بالمعارضة، والتي أثبتت الأحداث أنها بريئة منها.

جريمة مكة التي هزت العالم

قام بعض الحجاج الإيرانيين من عملاء النظام بمظاهرات عارمة أثناء موسم الحج.

تعمد العملاء سد الطرق وإحراق السيارات ومنع الحجاج الآخرين من الذهاب إلى وجهاتهم.

عرقل العملاء مسالك المرور بمكة المكرمة وحالوا دون تمكن المواطنين من الانطلاق إلى مصالحهم.

حاول بعض الحجاج التدخل لتهدئة الإيرانيين وفض المظاهرات لكنهم رفضوا هذه المطالب.

توجه العملاء إلى المسجد الحرام رافعين شعارات الثورة الإسلامية في إيران وصور مرشدها الخميني.

أدت العمليات الغوغائية لعملاء النظام الإيراني إلى وفاة وإصابة 1051 حاجا