النادي الرياضي بالدرب حلم طال انتظاره من جيل إلى جيل، منهم من قد توفاه الله من الرياضيين، ومنهم ما زال ينتظر مثل تلك الأجيال التي حلمت وتمنت أن يرى هذا الحلم النور.

تعاقبت الأجيال بعد أجيال إلى جيل اليوم، ولكن لم يكتب أن يتحقق حلمهم ومطلبهم في هذه المحافظة التي تعد من أكثر المحافظات شهرة وفنا وإبداعا وهواية في ممارسة الألعاب الرياضية، وإقامة البطولات والدورات الرياضية، خاصة كرة القدم. أجيال أبناء هذه المحافظة تنتظر وتترقب وترتقب مع إشراقة كل شمس وغروبها، وتنظر للشباب والأطفال بما لديهم من حب وهواية ممارسة كرة القدم، ولكن على ملاعب ترابية قاموا بإصلاحها بجهد ذاتي منهم ودعم من بعض الأهالي، وبقي حلم إيجاد ناد رياضي في هذه المحافظة حلما وأمنية طالا، لكنهما بقيا حلم اللاشيء رغم ما يمتلكه أبناء المحافظة من فكر إداري وقيادي ورياضي وإبداعي في كل المجالات، ورغم حس المسؤولية، ورغم المواهب التي تزخر بها المحافظة التي تفتقد لوجود ناد يحتضن ويرعى ويهتم بهذه المواهب التي تقتلها الملاعب الترابية فيسكنها الإحباط، ويجهض فيها حلم البروز والنجومية واللحاق بالأندية الرياضية.

وجود النادي الرياضي سيتيح للمواهب أن تعبر عن نفسها، وربما تصل كما فعل باقي أبناء المناطق الأخرى إلى الأندية الرياضية الكبيرة، وإلى المنافسات الخارجية بعد المحلية، وصارت من نجوم منتخباتنا الوطنية. محافظة الدرب تستحق ناديا مثل باقي المحافظات في منطقتنا العزيزة جازان وأسوة بشباب مناطق ومحافظات هذا الوطن، وولاة الأمر لم يدخروا جهداً في سبيل تحقيق تطلعات وآمال وأحلام كل شباب هذا الوطن على مستوى المناطق والمحافظات والمدن والقرى. ورؤية 2030 التي صاغها ولي العهد تضمنت وبكل وضوح الاهتمام بالشباب وإيجاد البنى التحتية من المنشآت الرياضية والملاعب وتوفير كل ما يحقق أحلام الشباب ويمكنهم من ممارسة هواياتهم وما يرقى بمستواهم، وهذا ما يستحقه شباب الدرب الذين ومنذ أكثر من 40 عاما يحاولون إظهار مواهبهم عبر فرق لكرة القدم أنشئت بدعم ذاتي وشخصي ممن سخروا ووقتهم ومالهم لإنشائها، حتى صارت تنافس على كل البطولات والدورات الرياضية على مستوى الجنوب.

وهؤلاء الذين بذلوا وقتهم ومالهم وجهدهم لإنشاء وبناء هذه الفرق هم إخواني رؤساء فرق كرة القدم بمحافظة الدرب وكل مراكزها، وهذا دليل على وطنيتهم وفكرهم الرياضي والإداري الكبير، وبالتالي أفلا يستحق أبناء هذه المحافظة تحقيق حلمهم وإيجاد ناد رياضي يحتضن كل هذه المواهب والفرق والعقول ذات الفكر الرياضي الراقي.

ومع كل ما ذكرت فإن من أسباب تأخر تحقيق هذا الحلم هو عدم اجتهاد فرع الهيئة العامة للرياضة، ونعلم أنه من غير قصد، حيث لم يجعل المديرون المتعاقبون والمسؤولون هذا المطلب في سلم أولوياتهم، وهنا أناشد أمير جازان الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز، ونائبه الأمير محمد بن عبدالعزيز، اللذين يسهران على راحة وتحقيق كل ما فيه خير ورقي وآمال شباب وأبناء منطقة جازان، في كل محافظة ومدينة وقرية، وأقول لهما إن أبناءكم في محافظة الدرب لهم أمل في الله -سبحانه وتعالى- ثم فيكم في تحقيق حلمهم بناد رياضي.