قال تحليل لوكالة «بلومبيرج» إن العقوبات الأميركية أضعفت التحالف الإيراني التركي، ولم تستطع تركيا فعل شيء لتجنب ذلك، ولا تزال تعاني لتعويض النقص من النفط الإيراني، كما أن مواجهتها لأميركا يمكن أن تكون محفوفة بالمخاطر، حيث تكافح أنقرة لضمان الإفراج عن مسؤول تنفيذي مصرفي بارز أدين في نيويورك.

من عوامل ضعف تحالف إيران وتركيا

انحياز أنقرة لطهران المتهمة دوليا بممارسة الإرهاب وتمويله

إنهاء الإعفاءات لاستيراد النفط الإيراني


في وقت لا تبدو فيه العلاقات بين أنقرة وواشنطن جيدة، تعاني تركيا اقتصاديا بشكل كبير، خصوصا في مسألة انكماش الاقتصاد، وما يزيد المشكلة تفاقما هو العقوبات النفطية الأميركية على نظام طهران، حيث تبحث حكومة أردوغان عن طرق جديدة لشراء مزيد من النفط العراقي، وهو الأمر الذي لن يتحقق بسهولة، خصوصا أن النفط العراقي ليس رخيصا بالدرجة التي يتصورها الاقتصاديون في أنقرة.

البحث عن بدائل

قالت مصادر، لم تكشف عن هوياتها، لوكالة بلومبيرج الإخبارية، إن تركيا يمكن أن تفكر في استيراد النفط من ميناء البصرة جنوبي العراق وقد تحاول أيضا تأمين المزيد من الشحنات عبر خط الأنابيب المزدوج الذي يمتد حتى ميناء جيهان التركي المطل على البحر المتوسط​​، وذلك على الرغم من حالته المتدهورة. وأنهت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الإعفاءات المسموحة لبعض الدول لاستيراد النفط الإيراني، وعارضت تركيا منذ فترة طويلة القيود الأميركية المفروضة على إيران، ووضعت يدها في يد نظام طهران المتهم دوليا بممارسة الأعمال الإرهابية وتمويلها في المنطقة.

زاوية ضيقة

وضعت العقوبات الأخيرة أنقرة في زاوية ضيقة حسب تحليل «بلومبيرج»، حيث لا يمكن لها شراء النفط السعودي أو الإماراتي، وكذلك الإيراني، ولم يعد أمامها إلا التوجه إلى العراق، حيث التقى وزير الخارجية التركي مولود أوغلو مع مسؤولين عراقيين في بغداد والبصرة، الأحد الماضي، بالإضافة إلى مسؤولين يمثلون حكومة إقليم كردستان في أربيل يوم الاثنين. ولم يتسن على الفور الحصول على تعليق من متحدث باسم مصفاة التكرير التركية Tupras Turkiye Petrol Rafinerileri AS. وفي الأسبوع الماضي، رفضت الشركة أن توضح كيف ستقابل أي تخفيض محتمل في الإمدادات الإيرانية.

الممر التجاري

بعد لقاء محافظ البصرة، أسعد عبدالأمير العيداني، قال أوغلو عبر حسابه في موقع «تويتر» إن تركيا «ستنشئ ممرا تجاريا» لأكبر مركز للنفط في العراق، ولكن لا أحد يعلم إن كانت هذه الوعود ستتحقق، خصوصا في ظل المعاناة الاقتصادية التي تعاني منها تركيا حاليا بسبب الأزمة الاقتصادية وهبوط قيمة الليرة، وكذلك الانكماش الاقتصادي المتواصل، كما أن تركيا تقاوم فكرة شراء النفط من حلفاء أميركا المناهضين لإيران، ما يجعل حكومة أردوغان في موقف خطر سياسيا واقتصاديا.

الخوف من مجابهة أميركا

يقول تحليل «بلومبيرج» إن تركيا أكدت الأسبوع الماضي أنها تعمل أيضا على آلية مع طهران لتجنب العقوبات الأميركية التي تهدف إلى وقف التجارة مع إيران، وعلى الرغم من أن تركيا دافعت منذ فترة طويلة عن التجارة مع حليفتها الشرقية كضرورة استراتيجية، إلا أن مواجهة الولايات المتحدة يمكن أن تكون محفوفة بالمخاطر، حيث تكافح الحكومة في أنقرة لضمان الإفراج عن مسؤول تنفيذي مصرفي بارز أدين في نيويورك بمساعدة إيران على تجنب القيود المالية الأميركية.

كما أن التراجع عن العقوبات الأميركية ضد إيران قد يؤثر على الاقتصاد التركي، الذي دخل العام الماضي في أول ركود له منذ عقد مع ارتفاع أسعار النفط، فضلا عن احتمال ارتفاع الأسعار أو خطر المواجهة مع الولايات المتحدة لا يبشر بالخير بالنسبة للعملة التركية، التي تتعرض حاليا لأسوأ اضطراب وقد يسوء الوضع بشكل أكبر خلال 2019.

أسباب الفشل

انحياز أنقرة لطهران المتهمة دوليا بممارسة الأعمال الإرهابية وتمويلها.

إنهاء واشنطن الإعفاءات المسموحة لبعض الدول لاستيراد النفط الإيراني.

رفض تركيا شراء النفط من حلفاء أميركا المناهضين لإيران.

التكلفة الكبيرة لإنشاء ممر تجاري لأكبر مركز للنفط

في العراق.

هبوط قيمة الليرة التركية وكذلك الانكماش

الاقتصادي المتواصل.