فيما أوضح عدد من الطيارين لـ«الوطن» أن الرحلات التابعة للخطوط السعودية عادت صباح أمس للانتظام، بالإضافة إلى عودة جميع العمليات التشغيلية، كشف البعض منهم أن ما حدث خلال الأيام الماضية من تأخير في الرحلات كان بسبب عدم وجود مركزية للقرار، حيث إنه من المعروف أن لدى أي ناقل جوي أوقاتا محددة بساعات العمل، وهناك مصطلح يطلق عليه «وقت العمل» لدى فريق الملاحين والمضيفين والطيارين، ويجب ألا يتجاوز 12 ساعة وأحيانا 9 ساعات، لكن ما حدث في مطار الملك عبدالعزيز الدولي من تأخير رحلات، على سبيل المثال، يعود لتراكمات اليوم الأول الذي صادف بداية شهر رمضان والإجازة الصيفية.

وأضاف الطيارون أنه في مثل هذه الحالات يتم إحضار طاقم العمل والأجواء تكون غير مناسبة للإقلاع، وبدلا أن يتم إرسال الطيارين والملاحين لأخذ وقت من الراحة لمدة 10 ساعات حتى تتحسن الأجواء، يحدث العكس ويتم إبقاؤهم في المطار، بسبب غياب القرار المركزي من القيادات في الشركة، والذين يكونون خارج أوقات دوامهم.

حالة من الارتباك

أوضح الطيارون أنه بعد مرور الوقت وحتى تتحسن الأجواء ويكون الوقت مناسبا للإقلاع، تكون مدة انتظار إقلاع الرحلة بالنسبة للكابتن الطيار ومساعده والملاحين قد بلغت 12 ساعة، وهنا يدخل الطاقم في وقت خارج العمل أو انتهاء وقت العمل، ومن ثم تبدأ معاناة الناقل الجوي في البحث عن طيارين، ويبدأ بإحضار طيارين من خارج المدينة التي يوجد فيها المطار، ومن هنا تبدأ مشكلة تأخير الرحلات لفترات طويلة وحدوث ارتباك داخل المطار.

تأخير عمليات الصيانة

أكدت مصادر مطلعة لـ«الوطن» أن موظفين في أقسام الصيانة طالبوا سابقا بزيادة في رواتبهم الشهرية، أسوة بقطاعات أخرى داخل الخطوط، وحينما رفضت طلباتهم، نتج عن ذلك تأخير في إجراء عمليات الصيانة، وصادف ذلك أيضا سوء الأحوال الجوية، وانتهاء فترة عمل الطيارين والملاحين، وكلها عوامل تسببت في حدوث هذه الأزمة.

وسبق أن حدث في شهر 14 أبريل 2014، أزمة تأخير رحلات امتدت إلى 8 أيام بسبب تقلبات الجو.

تعويضات للمتضررين

أكدت الخطوط السعودية، أمس، أنها ستصرف تعويضات للمسافرين المتضررين من تأخير الرحلات خلال اليومين الأولين من شهر رمضان الجاري ودعت المتضررين للتواصل معها، وأوضحت الخطوط للمتضررين أن عليهم التواصل معها على الرقم 920003777، أو على موقعها الإلكتروني، كما اعتذرت لهم بعد حصول تأخير لعدد من الرحلات المجدولة خلال الأيام الماضية، مؤكدة أن ما حدث كان ظرفا استثنائيا استوجبته أوضاع تشغيلية غير اعتيادية، وأن تسيير عدد كبير من الرحلات تصادف مع سوء في الأحوال الجوية وبروز بعض الأعطال الفنية، ما دفعها إلى تفعيل غرفة طوارئ لإعداد خطة للتعامل مع هذه الظروف.