في الوقت الذي استعرضت فيه روسيا قوتها العسكرية في احتفالات يوم النصر على النازية، تترقب الأوساط السياسية الزيارة المرتقبة لوزير خارجية الولايات المتحدة، مايك بومبيو، لروسيا، وما تحققه لقاءاته مع الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين، ووزير الخارجية سيرجي لافروف، خلال الزيارة، والتي تتزامن مع التصعيد الأميركي ضد إيران ودخول حاملة الطائرات الأميركية أبراهام لنكولن مياه الخليج، إلى جانب نقل قاذفات بي 52 إلى قاعدة العديد في قطر، بما يؤشر إلى إمكانية توجيه ضربة أميركية إلى إيران.

وقالت تقارير إنه في ظل استعراض القوى من الجانبين الروسي والأميركي والذي يؤشر إلى عودة أجواء الحرب الباردة، فإن زيارة وزير الخارجية الأميركي لروسيا تستهدف التقليل من مخاوف اندلاع سباق تسلح «روسي- أميركي» جديد، لاسيما بعد انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية الحد من الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى الموقعة مع روسيا سنة 1987، إلى جانب تبديد مخاوف روسيا من التصعيد الأميركي ضد إيران.

بوتين يحمل صورة والده

شهدت روسيا خلال احتفالات يوم النصر تجمع المشاركين فى المسيرة، وهم يحملون صور أقارب لهم شاركوا فى الحرب الوطنية العظمى. كما شارك الرئيس فلاديمير بوتين، فى هذه المسيرة وهو يحمل صورة والده الذى شارك فى الحرب ضد النازيين التى انتهت بانتصار الجيش السوفيتى على ألمانيا النازية. وقال بوتين خلال الاحتفال إنّ «دروس حروب الماضي لا تزال مناسبة مرة أخرى.. لقد قمنا وسنقوم بكل ما هو ضروري لضمان الإمكانات العالية لقواتنا المسلحة». وتضمنت الاحتفالات عروضاً عسكرية واحتفالات في مدن عدة في أرجاء البلاد، من جالينينجراد المنطقة الروسية التي تحيط بها بولندا وليتوانيا في أوروبا إلى جزيرة سخالين في أقصى شرق البلاد قرب اليابان، فيما اصطفت الحشود ملوحة بأعلام وهي تشاهد الدبابات والجنود المشاركين في العرض.

الرغبة الروسية في التوسع

يرى محللون أن روسيا لم تخف يوماً نشوتها بالتوسع الهائل لقوتها ونفوذها في الشرق الأوسط وما حققته في سورية والتهامها لجزيرة القرم وتوغلها في البحر الأسود، في حين تتحدث إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن وجود فجوات في ميزانيتها الخاصة بتنفيذ استراتيجية الأمن والدفاع والأهداف لتطوير الجيش. وأشار المحللون إلى أن أكبر نقطة تحول لروسيا الجديدة بقيادة بوتين هي زحزحة الولايات المتحدة عن موقعها في الشرق الأوسط وخلق بؤر دفاعية والتمترس في سورية ومنطقة البحر الأسود ومد نفوذها في شبه الجزيرة الكورية وإنعاش علاقاتها مع الصين. ويرى المحللون أن قوة الردع العسكرية للولايات المتحدة باتت تتراجع وسط انتعاش القوة الروسية وتمدد نفوذها في دول البلطيق، وعلاقاتها مع الصين وشبه الجزيرة الكورية، في حين تنشغل إدارة ترمب بأزمات إقليمية وعمليات في أفغانستان والعراق وإفريقيا. وذكر المحللون أن روسيا ترغب في تعزيز أنشطتها العسكرية خارجيا خلال السنوات المقبلة، خصوصاً بعد أن ضمنت وجوداً دائماً في الشرق الأوسط، وتأكيد وجودها العسكري في القطب الشمالي وبسط نفوذها في هذه المنطقة الاستراتيجية.

أسباب انتعاش روسيا العسكري

وجودها العسكري بسورية والتوسع في الشرق الأوسط.

مد نفوذها في القطب الشمالي.

علاقات روسيا مع الصين وكوريا الشمالية.

انشغال أميركا بأزمات في أفغانستان والعراق وإفريقيا.

تضاؤل فرص تنفيذ الاستراتيجية العسكرية الأميركية.