فيما تحتضن روسيا معرضا لأعمال فنية صنعها فنانون من مختلف الدول سيقام في مدينة سانت بطرسبرج، باستخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي، سيتم عقده من 6 يونيو، وحتى 7 يوليو المقبل، أجاب تقرير حديث عن كيفية صناعة هذا الفن، ومن المسؤول عن توليد مثل هذه الفنون، فهل هم البشر أم المبرمجون والأجهزة؟ وتوصل التقرير إلى أن البشر يشتركون مع أنظمة الذكاء الاصطناعي لصناعة فنون إبداعية وغريبة في نفس الوقت، ولكنها مثيرة للاهتمام، ولا ينطبق ذلك على الفن الموسيقي بل يتعداه إلى فنون أخرى كالفنون التشكيلية وغيرها.

شبكة DeepBack العصبية

يقول التقرير الذي نشره موقع thenextweb، إنه قبل عامين، أطلق المهندسون ما يعرف بـDeepBack، وهي شبكة عصبية تقوم بتوليد الألحان الباروكية، التي لا يمكن تمييزها عن ألحان «باخ»، ولكن مع ذلك لم يستطع أي أحد تحديد إذا ما كانت بالفعل موسيقى.

DeepBach ماهرة جدا في استنساخ موسيقى «باخ» لدرجة أن أكثر من نصف هؤلاء الذين تم إجراء استطلاع عليهم قد نسبوا الألحان المنتجة عن طريق الحاسوب إلى الرجل نفسه، بالرغم من أن طلاب الموسيقى، والمختصين يمثلون 25% من المشاركين.

خوارزمية لصناعة موسيقى غريبة

تهكم النقّاد من الألحان المصنوعة من قِبل الذكاء الاصطناعي بقولهم إن هذه الأنظمة غير قادرة على توليد الفن عن طريق الإبداعية، حيث إنه إما أن يكون نصا أو موسيقى أو صورة.

أدخل على MuseNet، وهي عبارة عن خوارزمية للتعلم الآلي، التي طورتها OpenAI، وتقوم بصناعة موسيقى غريبة ورائعة عن طريق توقع أي الأصوات يجب أن تتبع ملاحظات المستخدم المدخلة. ويبدو الأمر مثل الخدعة المتقنة، ولكنها تنتج إبداعات صوتية رائعة جدا.

وحتى الآن لا يعرف ما إذا كانت أنظمة الذكاء الاصطناعي مثل DeepBlue وMuseNet تصنع الموسيقى بدلا من مجرد استنساخ الصوت، الأمر الذي أثار مزيدا من الجدل حولها، وبدأت المسألة تتحول تدريجيا إلى مسألة قانونية، فمؤخرا اكتشفت محكمة في الولايات المتحدة أن قردا لم يتمكن من الاحتفاظ بحقوق النشر لصورة سيلفي، بغض النظر عن مدى جودتها، الأمر الذي سيكون ذو عواقب كبيرة لمستقبل فناني الذكاء الاصطناعي.

البشر والآلات معا

عندما قام مطورو Endel، وهو تطبيق لموسيقى مولدة بالذكاء الاصطناعي، وقعوا صفقة مع شركة Warner Music كي يقوموا بنشر أغانيهم، ونسبت الشركة كتابة كتالوج يتضمن 600 مقطعا موسيقيا إلى موظفيها على أنهم هم من كتبوها، بدلا من أن يكون الذكاء الاصطناعي هو من «كتبها»، وهذا بالتأكيد يعزز من فكرة أن هؤلاء الذين أنشأوا خوارزميات صنع الموسيقى يلعبون دورا، مهما في «عملية الذكاء الاصطناعي الإبداعية»، ولكنه لا يتجاوز الحكم بخصوص مدى «دهاء» الموسيقى المولدة بهذه الطريقة.

وتساءل التقرير في النهاية: كيف يمكن لتكنولوجيا اصطناعية وتعلم آلي أن يؤثرا على تعريفنا للفن؟، مشيرا إلى أن ذلك سيؤثر كذلك على قدرة البشر في العمل مع الأجهزة للتعبير عن أنفسهم بشكل فريد.

المعرض الروسي

أوضحت بعض وسائل الإعلام الروسية أن المعرض سيكون برعاية صندوق الاستثمار المباشر الروسي ومتحف الأرميتاج الحكومي، ويستهدف الترويج للحوار بين الثقافات، وسيكون أول معرض فنون عالمي رئيسي لروسيا، مخصصا لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الفن الحديث، والذي سيُعقد في مبنى المتحف، كجزء من البرنامج الثقافي للمنتدى الاقتصادي العالمي في سانت بطرسبرج هذا العام. ولفتت إلى أن معظم القطع المعروضة في المعرض هي نِتاج معالجة إبداعية بخوارزميات الذكاء الاصطناعي.

وأوضح المدير التنفيذي لصندوق الاستثمار المباشر الروسي كيريل ديميتريف، أن المشاركين في المعرض هم فنانون من مختلف الجنسيات، جميعهم يستخدمون تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي»، مرحبا بالتجارب التي يقوم فيها الفن والعلوم بتوضيح أوجه الشبه والاستعدادية بتعزيز بعضهما البعض.