فيما أعدّت هيئة تقويم التعليم والتدريب بالشراكة مع 125 جهة حكومية وأهلية، الإطار الوطني لمعايير مناهج التعليم، بمشاركة عددٍ من الخبراء والمختصين من الهيئة ووزارة التعليم والجامعات، كشفت الهيئة لـ«الوطن»، أن معايير المناهج الجديدة تتضمن 10 مرتكزات، منها تعزيز التعايش الإنساني، وتقبل الاختلاف لدى جميع الطلاب.

صدق أدوات التقويم

ذكرت الهيئة أنها اعتمدت نتائج التقويم لتطوير النظام التعليمي بعد تحليل بيانات الاختبارات الوطنية والدولية، وتحديد مدى فاعلية معايير مناهج التعليم في تطوير تعلم الطلاب، وتوظيف نتائجها لتشخيص نواحي القوة ومكامن الضعف في مخرجات النظام التعليمي، ووضع الخطط التطويرية اللازمة للرفع من جودة المخرجات، مؤكدة ضرورة التحقق من صدق أدوات التقويم وثباتها، لرفع الثقة في نتائج التقويم، وسلامة القرارات المترتبة عليها، وخاصة عند استخدام نتائج التقويم لأغراض ختامية يترتب عليها قرارات ترتبط بترفيع الطالب أو إبقائه في صفه.


اتساق جميع مجالات التعليم

أوضحت هيئة تقويم التعليم والتدريب أن «الإطار العام للمعايير يهدف إلى تقديم الصورة العامة لبناء مناهج التعليم، وتحديد منطلقاتها التنموية والتربوية وأهدافها، لضمان اتساق مجالات التعليم وتكاملها، لبناء منظومة معايير تحدد ما يجب أن يتعلمه الطالب ويفهمه، ويستطيع تنفيذه، وتسهم في توجيه النظام التعليمي نحو التركيز في جودة مخرجاته، وتصميم المواد التعليمية ومصادر التعلم المتنوعة، وتحديد أوجه التطوير المهني المنشود للمعلمين ولبرامج إعدادهم، لتكوين شخصية الطالب المتوازنة، وتحقيق التوقعات العالية منه».

الطالب والتنمية

أكدت المعايير على تفعيل إسهام الطالب في التنمية من خلال تحقيق الولاء والانتماء إلى الوطن وقيادته، وتقدير تاريخ الوطن ومقوماته ومكانته عالمياً، وتفهم الخلفيات الثقافية والاختلافات المذهبية بما يحافظ على اللحمة الوطنية، والتزام المسؤولية تجاه الوطن، والمحافظة على مقدّراته ومكتسباته، وتعزيز وحدته، والإسهام في بناء المجتمع، والوعي بحقوقه وواجباته، والقدرة على التعامل والمشاركة بإيجابية مع الأسرة والمجتمع المحلي والعالمي، وكذلك العمل والإسهام في رخاء الوطن اجتماعيا وثقافيا واقتصاديا وبيئيا، إضافة إلى تقدير البيئة والحفاظ عليها، لضمان تطورها واستدامتها.

تعلم مرن

تقدم المعايير الجديدة مجال تعلم مرن يوفر خيارات متنوعة من البرامج الاختيارية المعرفية والمهارية والتطبيقية أو الوظيفية التي تتاح للطلاب، لزيادة فرص تعلمهم لمجال يرغبونه أو اكتساب مهارة أو تطوير خبرة، حسب المستوى والمسار التخصصي في مستوى التوسع (الصفوف 7-9) ومستوى التركيز (الصفوف 10-12).

وتغطي هذه الخيارات جوانب المعرفة المتجددة المرتبطة بالتغيرات في البيئات الاقتصادية والاجتماعية والمعرفية والتقنية والعلوم التطبيقية، مع توفير المرونة على مستوى إدارات التعليم أو المدارس أو الطلاب، وفقًا لمحددات يتم بناؤها في أطر تخصصية.

أولويات المنهج

تعبر أولويات المنهج الجديد عن التوجهات الوطنية والموضوعات الكبرى ذات الأولوية للوطن وللمجتمع التي يجب أن تكون حاضرة في مجالات التعلم بشكل منظم عبر المستويات والصفوف الدراسية، من خلال خبرات تعلّم نوعية موجهة تتضمن المعارف والقيم والمهارات التي تتآلف فيما بينها، وتتكامل مع البنية المعرفية لكل مجال تعلم. وأكدت الهيئة على أن منظومة القيم يجب أن تكون بارزة لتعزيز انتماء الطالب لدينه ووطنه وقيادته، وإدراكه الهوية الوطنية، والتزامه بالعدالة والوسطية واحترام الآخرين، وتهيئته لدعم رؤية وطنه الطموحة في غاياتها ومحاورها ومستهدفاتها، وما تتطلبه من تحولات اجتماعية واقتصادية.

تكافؤ الفرص

بينت الهيئة أن المعايير الوطنية الجديدة نصت على تقديم أنشطة متنوعة تلائم الطلاب، وتوفر الفرص وتكافؤها لجميع الطلاب، مع تنويع أنشطة التعليم والتعلم، لمراعاة الفروق الفردية بين الطلاب، وأنماط تعلمهم، وذكاءاتهم المتعددة، وحاجاتهم، وتحقيق التوقعات العالية منهم، مع مراعاة الموهوبين وذوي الإعاقة. ويراعي المشروع توفير معايير تتيح خيارات متعددة لتصميم محتوى مجالات التعلم، والاستفادة من تطبيقات التقنية الرقمية، والمصادر المتعددة، لتلبية احتياجات جميع الطلاب وميولهم وقدراتهم، واستيعاب الفروق الفردية بينهم.

عشرة مرتكزات أساسية لمعايير مناهج التعليم في المملكة:

01 - الدين الإسلامي

02 - اللغة العربية

03 - الولاء للوطن وقيادته

04 - جغرافية المملكة وتاريخها

05 - رؤية المملكة 2030

06 - خصائص النمو ومتطلباته

07 - الاتجاهات والممارسات التربوية

08 - التحولات المعرفية والتقنية

09 - الصحة العامة

10 - التعايش الإنساني وتقبل الاختلاف