بعد فشل مشروعه الإرهابي في سورية والعراق، بدأ تنظيم داعش البحث عن ملاذات آمنة لعناصره الهاربة، ما بين إقليم كشمير المتنازع عليه بين الهند وباكستان، وسريلانكا، وسيناء المصرية ودول أفريقية كالجزائر وليبيا ونيجيريا وغيرها، فيما يعتقد محللون أن تركيا وإيران تمثلان أفضل الممرات الآمنة لعناصر التنظيم.

أين فر داعش

ويرى مراقبون أنه من غير المؤكد معرفة بالضبط أين فر آلاف العناصر التي كانت تقاتل في داخل ما يسمى بدولة الخلافة في سورية والعراق، وما هي الجهات التي يسرت عمليات الانتقال والتنقل بأمان أثناء بحثهم عن ملاذات آمنة أو أوكار أخرى لصناعة الموت.

آخر الجيوب

ويتهم متخصصون في شؤون الجماعات الإرهابية جهات كانت تقاتل داعش في سورية بتغييب المعلومات والوثائق الخاصة بطبيعة وتفاصيل القضاء على آخر جيوب داعش في سورية، والقصص والروايات المريبة عن نقلهم بأعداد كبيرة عبر الطوافات ووسائل نقل أخرى إلى جهة ليست محددة بدقة.

إخفاء المعلومات

ويقطع مراقبون الشك بأن الولايات المتحدة التي كانت تقود التحالف الدولي لقتال تنظيم داعش، وحليفها على الأرض قوات سورية الديمقراطية تملك المعلومات الهائلة المرتبطة بالنهايات التي آل إليها تنظيم داعش وكيفية فرار القادة وكوادر تنظيم «داعش» الإرهابي من سورية بعد كل جيب يتم تصفيته.

الذئاب المنفردة

ويقول الخبراء، إنه من غير المؤكد أن تكون الهجمات التي ينفذها من أسماهم بالذئاب المنفردة في كشمير الهندية أو التفجيرات الانتحارية التي استهدفت فنادق وكنائس في سريلانكا، أو تلك الأعمال الإرهابية التي تقع في نيجيريا والجزائر وليبيا والفلبين هي من صنع الهاربين من دولة الخلافة المتلاشي.

تركيا وإيران

وتشير أصابع الاتهام إلى أن تركيا التي هادنت تنظيم داعش الإرهابي في الأيام الأولى لبداية الحرب على الإرهاب في سورية قبل 5 سنوات، وكانت نافذة لدواعش أوروبا وشمال أفريقيا وآسيا الوسطي هي نفسها ربما وفرت ملاذات ثابتة أو متنقلة للهاربين من سورية والعراق للبحث عن مخابئ جديدة.

ويرى آخرون أن تكون إيران إحدى أهم الملاجئ لعناصر داعش الهاربة من سورية والعراق نظراً لخبرتها القديمة حينما كانت ممراً وملاذاً خصباً لعناصر تنظيم القاعدة الإرهابي التي لا يزال البعض منها يتواجد في إيران وتستخدمه دولة الملالي في زعزعة الاستقرار في أفغانستان وباكستان واليمن وغيرها.

إيران أهم الملاذات

ويرجح محللون أن داعش لن يقو على تنفيذ عمليات مؤثرة في الفترة المقبلة، خصوصاً في شبه الجزيرة العربية، والشرق الأوسط عموماً، وقد يلجأ إلى ملاذات قديمة لعناصرها في سيناء وليبيا ونيجريا والصومال وغيرها، مع تبني الهجمات التي تنفذها الذئاب المنفردة في أوروبا وآسيا إعلامياً حتى إذا لم تكن باسمها.

انحسار خطر داعش

ولا يستبعد البعض أن تكون عناصر داعش دخلت في مساومات مالية وقبلية، خصوصاً المنحدرين من سورية والعراق، أو حتى مصالحات وعمليات استتابة لخلع بزاتها العسكرية والانضمام إلى حياتها الطبيعية مع عائلاتهم بعيداً عن الأحلام الواهية التي قادتها إلى جحيم الحرب.

مساومات مالية