بالرغم من أن البيت الأبيض لا يزال ينتظر أن يرن جرس الهاتف على الرقم المودع مع السويسريين لبدء التفاوض مع إيران، إلا أن طبول الحرب والمحاذير المتواصلة من قبل الأميركيين لا تزال تقرع في أجواء الخليج، في ظل النبرة الكلامية الحادة للمسؤولين الإيرانيين.

ارتباك إيراني

يرى محللون مطلعون على الداخل الإيراني أن ارتباكاً واضحاً يضرب المؤسسة العسكرية والسياسية الإيرانية، تمثلت في التغييرات التي أجراها خامنئي على قيادة هذه المؤسسة، وحملة الاعتقالات والمضايقات المتواصلة على الأندية والمجالس السياسية لمعارضيها منذ بدء أزمتها مع الولايات المتحدة.


التهدئة والتصعيد

يقول مراقبون إن الولايات المتحدة تحاول تهدئة مخاوف حلفائها في الخليج والشرق الأوسط باستبعاد خيار الحرب، إلا أن اليد الضاغطة على الزناد، والعناد الذي تقابل به إيران دعوات التفاوض ربما تبدد أجواء الطمأنينة، وتغلب أجواء الحرب المرتقبة.

تفسير التحذيرات

يختلف المحللون في تفسير 4 خطوات اتخذتها الولايات المتحدة منها سحب دبلوماسييها غير الأساسيين من العراق، والحديث عن تهديدات وشيكة للقوات الأميركية في العراق، وإخلاء شركة نفط أميركية 30 مهندساً من مكاتبها في مدينة البصرة العراقية، وآخرها تحذير الطائرات التجارية من التحليق فوق الخليج.

مخاوف جدية

في الوقت الذي يرى بعض المحللين أن مخاوف جدية يجب أن تؤخذ في الاعتبار من الخطوات السالفة، فيما يرى آخرون أنها مجرد خطوات احترازية من جهة، وتهديدية من جهة أخرى لإرغام إيران على مهاتفة البيت الأبيض للتفاوض من أجل اتفاق عادل.

من يبدأ الحرب

غير أن السيناتور الأميركي أنجوس كينج عضو لجنة الاستخبارات التابعة للكونجرس الأميركي، تساءل عن نوعية الشرارة التي تشعل الحرب، ومن الذي يشعلها، وهل إذا هاجمت مليشيات شيعية عراقية قوات أو مصالح أميركية، يعني أنها إيران؟

وتفسر دوائر أميركية التصعيد الإيراني وحرب الكلام التي يخوضها المسؤولون في طهران بأنها مجرد رسائل موجهة للداخل، في حين أنها تستجدي الحلول من حلفائها الصينيين والروس في الخفاء وتبحث عن وساطات دبلوماسية خلف الكواليس.

تعقيدات المشهد

يعترف مراقبون للشأن الدولي بأنهم يواجهون تعقيدات جمة لتفسير مستقبل الأوضاع في الشرق الأوسط، لكن يبقى مهماً قراءة الأحداث الميدانية مع التحذيرات، وفهم الدعاية السياسية التي دأبت إيران على بثها من خلال التصعيد والتهديد الكلامي لإيهام عدوها بالتحدي.