فيما أعلنت واشنطن تأجيل بدء تطبيق الحظر على تصدير التكنولوجيا الأميركية إلى شركة هواوي الصينية العملاقة حتى منتصف أغسطس، مشيرة إلى الحاجة لإفساح المجال أمام تحديثات البرامج والتزامات أخرى متعلّقة بالعقود، ردّت شركة "هواوي" على الولايات المتحدة بلسان مؤسسها الذي قال إن واشنطن "تسيء تقدير قوة" شركته في وقت يبذل الرئيس الأميركي دونالد ترمب جهودا منذ أشهر عدة للحدّ من الطموحات العالمية لعملاق الاتصالات الصيني.

وتحدث رين جينغفي بعد قرابة أسبوع من قرار واشنطن منع المجموعات الأميركية من ممارسة أعمال تجارية في مجال الاتصالات مع شركات أجنبية تُعتبر أنها تُشكل "خطراً" على الأمن القومي بينها هواوي. وفي إطار حرب تجارية وتنافس تكنولوجي بين بكين وواشنطن، تستهدف إدارة ترمب منذ 2018 الشركة الثانية عالمياً للهواتف الذكية والرائدة في تقنية شبكات اتصالات الجيل الخامس. وأكد رين أن "شبكات هواوي للجيل الخامس لن تتأثر. في ما يتعلق بتقنية الجيل الخامس لن يتمكن الآخرون من اللحاق بهواوي وقد يستغرقهم هذا عامين أو ثلاثة"، في إشارة إلى الشركات الأميركية والأوروبية.

إلى ذلك، قالت وزارة التجارة الأميركية في بيان إنّ التأجيل لا يحتاج إلى تعديل الحظر الذي فرضه الرئيس ترمب بالاستناد إلى الخطر الذي تشكله الشركة على الأمن القومي، وهو إجراء له تداعيات كبيرة على شركات التكنولوجيا الصينية والأميركية على حدّ سواء.

بالتزامن مع ذلك، ارتفع سهم شركة "سامسونج إلكترونيكس" بحوالي 3 % على خلفية المشاكل المتزايدة التي تواجهها شركة هواوي بما في ذلك قرار "جوجل" قطع العلاقات مع شركة الهواتف المحمولة الصينية. ويحذر المحللون من أن هذه التطورات الأحدث في المواجهة المستمرة منذ أشهر بين هواوي والولايات المتحدة ستؤدي إلى انخفاض الطلب على أشباه الموصلات في الصين، ما يهدد الانتعاش الآسيوي الناشئ في القطاع، وأعلنت شركة "جوجل" العملاقة للإنترنت في الولايات المتحدة والتي تملك نظام أندرويد المشغل لمعظم الهواتف الذكية في العالم، هذا الأسبوع إنها بصدد قطع علاقاتها مع هواوي امتثالاً لأمر تنفيذي أصدره ترمب.

الأمر نفسه حدث في أميركا، حيث فتحت الأسهم الأميركية على ارتفاع اليوم، مع صعود المؤشر داو جونز الصناعي أكثر من 100 نقطة، حيث انتعش قطاع شركات التكنولوجيا بعد أن خففت واشنطن بشكل مؤقت القيود التجارية التي فرضتها الأسبوع الماضي على هواوي الصينية.