أكد محللون سياسيون أن الدعوة التي وجهها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لعقد القمتين الخليجية والعربية في مكة المكرمة خلال نهاية شهر مايو الجاري، تؤكد التزام المملكة العربية السعودية الثابت والدائم بمسؤولياتها التاريخية تجاه حماية الأمن القومي العربي، مشيرين إلى أن القمتين تأتيان وسط ترقب إقليمي ودولي لقراراتهما، خاصة فيما يتعلق بالمخاطر التي تهدد المنطقة، بما فيها التدخلات الإيرانية السافرة والمستمرة في شؤون دول عربية.

وتوقع المحللون أن تخرج القمتين الخليجية والعربية بنتائج إيجابية مشتركة ومواقف موحدة، وسيصدر بيان ختامي يحددها، خصوصاً بعد إعلان العديد من الدول الخليجية والعربية تأييدها التام وترحيبها بهاتين القمتين.

تنسيق مستمر

قال المحلل السياسي سلمان الشريدة لـ«الوطن»، إن الدعوة تؤكد حرص خادم الحرمين الشريفين على التنسيق المستمر مع إخوانه قادة الدول العربية لتوحيد المواقف حيال الأخطار المحدقة بالمنطقة ولتشكيل موقف عربي قوي موحد أمام كل التدخلات الخارجية، وليكون الموقف العربي متواكبا مع الجهود الدولية لمحاربة التنظيمات الإرهابية التي زعزعت أمن واستقرار دولنا العربية.

وأبان الشريدة أن القمتين تأتيان في الوقت الذي تتزايد معه نذر المواجهة بين المجتمع الدولي وبين النظام الإيراني بعد أن نجحت الضغوط الأميركية الحازمة في تحجيم النظام الإيراني وتعريته أمام شعبه وشعوب المنطقة وجعلته يدرك أنه خسر خيارات استراتيجية لم يعد باستطاعته استعمالها، ومن بينها قطاع الطاقة وتصفير البيع وحرمان النظام من الاستفادة من مردوده المالي.

مواجهة التهديدات

أضاف الشريدة أن واشنطن نجحت أيضا في تحييد تهديد إيران بإغلاق مضيق هرمز، وذلك عبر القوة الحربية الهائلة في المضيق وفي الخليج العربي، إضافة إلى نجاح السعودية في إيجاد موانئ لتصدير النفط عبر البحر الأحمر وقريبا عبر الموانئ اليمنية، من خلال اتفاقيات بين البلدين الشقيقين.

وقال الشريدة إن العالم كله بات يدرك أن استمرار إيران بنظامها الحالي وممارساته فيه تهديد للأمن والسلم العالمي، لذلك سنرى كثيرا من القوى الدولية تصطف مع واشنطن ودول الخليج العربي، ما يفقد نظام الملالي ورقة الحرب بالوكالة أو التلويح بها.

رسم مستقبل المنطقة

قال المحلل السياسي مبارك العاتي لـ«الوطن» إن القمتين الخليجية والعربية ستجعلان القرار العربي أكثر تأثيرا في رسم مستقبل المنطقة وتوازنات القوى الإقليمية والدولية، مؤكدا أن العالم لن يسمح بأن تكون إيران دولة نووية، خصوصاً أنها دولة لا تلتزم بالقوانين والمواثيق الدولية، وتتعامل مع المنظمات الإرهابية وتأويهم، وتقدم الدعم للميليشيات المسلحة في المنطقة، لإثارة الفوضى، ولتهديد أمن دول الجوار عبر استهداف المدن والمواقع الاقتصادية، وكل ذلك من أجل أطماع وأهداف توسعية في المنطقة.

وأضاف العاتي أنه وسط هذه التطورات تأتي أهمية القمتين الخليجية والعربية بمكة المكرمة لتوحيد المواقف حيال الأخطار المحدقة بالمنطقة ولتشكيل موقف عربي موحد لمنع التدخلات الخارجية.

دلالات القمتين الخليجية والعربية

- التزام السعودية الثابت بمسؤولياتها التاريخية تجاه حماية الأمن القومي العربي

- حرص المملكة على التشاور والتنسيق مع الدول الشقيقة

- تشكيل موقف عربي قوي موحد أمام كل التدخلات الخارجية

- تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة

- ضرورة التصدي للإرهاب والتطرف والعنف