يستغل بعض موظفي القطاع الخاص شهر رمضان، ويستثمرون بعض مدخراتهم عبر البسطات المتناثرة داخل الأحياء، لتحقيق دخل إضافي لهم، حيث يعملون يوميا من بعد موعد الإفطار وقبيل ساعات من السحور.

ويجد كثير من الشباب والأسر والمتسوقين في هذه البسطات غاياتهم، إما بشراء العصائر المتنوعة، أو تناول وجبات الكبدة التي اشتهرت بها مدينة جدة تحديدا في شهر رمضان.

تجمع الأصدقاء

قال بائع بسطة للكبدة في منطقة جدة التاريخية أيمن الغامدي لـ«الوطن»: «أعمل موظفا في شركة للمواد الغذائية الفترة الصباحية، وبعد انتهاء الدوام آخذ قسطا من الراحة، ومن ثم أبدأ عملي الآخر بعد الإفطار، وهو في البيع على بسطة كبدة شيدتها منذ بداية الشهر».

وأضاف أن «العمل على البسطات في شهر رمضان له نكهة مختلفة، حيث يكون مكانا لاجتماع الأصدقاء والسهر وتبادل الأحاديث، إلى جانب أن هذه المباسط يأتي لها مختلف الشرائح من الأعمار من موظفين وطلاب ومتقاعدين وربات منازل».

استثمار حقيقي

أوضح الغامدي أن البيع على البسطات الكبدة استثمار حقيقي، وهي عادة سنوية يحرص عليها بعض السكان الذين يشيدون تلك المباسط قبل دخول الشهر الفضيل، وهي تتسم بالبساطة، وتستهوي العديد من زائري منطقة جدة التاريخية والأحياء الأخرى، مؤكدا أن باعة البسطات يتنافسون لتقديم أفضل الأطباق وجلب الزبائن لهم.

وأضاف أن «البسطة تحتوي على الصاج وأدوات الطبخ وطاولة وثلاجة لحفظ الكبدة، خاصة في الأجواء الحارة التي تعيشها جدة»، مشيرا إلى أنه يجلب كبدة الغنم يوميا من المسلخ بعد التأكد من جودتها، ويعمل على تقطيعها وتتبيلها بخلطة خاصة ميزته بشهادة زبائنه الذين يتوافدون عليه من كافة أحياء جدة.

ديوانية مصغرة

أبان محمد القحطاني الذي يعمل في إحدى الشركات أنه فرغ نفسه منذ بداية شهر رمضان للعمل على مباسط أعدها مع شريك له لتقديم وجبات الإفطار.

ويقول «حرصنا على إعطاء تلك الجلسات طابع الديوانية المصغرة، فقمنا بتزويدها بالجلسات الأرضية والمقاعد الخلفية والمفارش، حيث يقوم الزوار بتناول وجبات الإفطار بأجواء مختلفة، إلى جانب تزويدها بشاشة تلفاز»، مشيرا إلى أنه يقدم العصائر والمشروبات الساخنة بعد الإفطار وأكثر زواره من الشباب.

كشف القحطاني أن «هذا المشروع المصغر تكلفته الفعلية 30 ألف ريال، ومنذ بداية الشهر الجاري حقق دخلا جيدا، مما دفعنا لتقديم وجبات سحور أيضا لزيادة الدخل».

وعن الوجبات التي تقدم يقول «نقدم حلويات مختلفة تحضر مسبقا بالمنزل، والوجبات الساخنة وهي عبارة عن الكبدة، والمكرونة، وفول الجمر والمشروبات،»، مؤكدا أن العمل خلال رمضان في مباسط الكبدة استثمار مربح.