بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، انطلقت أمس أعمال القمتين الخليجية والعربية الطارئتين قبل عقد القمة الإسلامية العادية الـ14 اليوم، ولأول مرة تُعقد ثلاث قمم في توقيت واحد بمكة المكرمة، لبحث الاعتداءات الإرهابية على الخليج، المتمثلة في مهاجمة سفن قبالة ساحل الفجيرة الإماراتي، ومحطتي نفط تابعتين لشركة أرامكو في بالسعودية، وما ترتب على ذلك من تداعيات على إمدادات واستقرار أسواق النفط العالمية.

وتُعقد اليوم القمة الإسلامية في دورتها العادية تحت شعار «قمة مكة: يداً بيد نحو المستقبل»، ويترأسها خادم الحرمين الشريفين، وتهدف إلى بلورة موقف موحد تجاه القضايا والأحداث الجارية في العالم الإسلامي.

وسبق عقد القمة اجتماع كبار الموظفين الذي رفع نتائج مداولاته إلى اجتماع وزراء الخارجية للدول الأعضاء في المنظمة في جدة الأربعاء، حيث سيرفع الوزراء مشروع البيان الختامي إلى القمة الإسلامية لاعتماده.

آخر المستجدات

تأتي أبرز القضايا التي سيبحثها المشاركون موقف الدول العربية والإسلامية من آخر المستجدات الجارية في القضية الفلسطينية والمبادرة الأميركية لإنهاء الصراع الفلسطيني مع إسرائيل، حيث تتمسك الدول الإسلامية بقرارات الشرعية الدولية والأمم المتحدة والحقوق الفلسطينية التاريخية، إضافة إلى إعلان موقف موحد إزاء التطورات الأخيرة في عددٍ من الدول الأعضاء، واتخاذ مواقف واضحة من الأحداث الأخيرة الخاصة بالأقليات المسلمة وما يتعلق منها بتنامي خطاب الكراهية ضد الجاليات المسلمة، وما يعرف بظاهرة الإسلاموفوبيا، وضرورة التصدي للإرهاب والتطرف والعنف، وعدد من القضايا السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية التي تُعنى بها المنظمة، ويصدر عن القمة الإسلامية «إعلان مكة»، إضافة إلى البيان الختامي الذي سوف يتطرق إلى عدد من القضايا الراهنة في العالم الإسلامي.

توقيت مهم

يرى مراقبون أن توقيت القمم الثلاث التي تأتي بالتزامن مع التصعيد والتوتر الأميركي الإيراني له دلالات مهمة خاصة، بعد أن وجه البنتاجون مجموعة سفن حربية بقيادة حاملة الطائرات «Abraham Lincoln»، منذ 5 مايو الجاري، إلى منطقة الخليج، إضافة إلى عدة قاذفات تكتيكية من نوع «B-52»، لوجود «معلومات مؤكدة» عن «تهديدات إيرانية» تجاه العسكريين الأميركيين وحلفائهم، والذي تلاه تراجع أميركي عن شن حرب على إيران وفقا لتصريحات الرئيس دونالد ترمب، دون إنهاء التهديدات الإيرانية لدول الخليج. وينتظر أن تتيح تلك القمم لدول الخليج العربي فرصة أكبر لتنسيق جهودها المشتركة والسياسات الرامية إلى مكافحة الإرهاب، بما في ذلك الإرهاب الإيراني وإرهاب أذرعه في المنطقة العربية، وذلك عبر التكامل في المجالات السياسية والدفاعية والاقتصادية والقانونية، إذ ستكون أبرز نتائجها هو اصطفاف عربي وإسلامي كبير في مواجهة الأعمال العدائية والتخريبية للميلييشيات المدعومة من طهران.

التدخلات الإيرانية

ينتظر أن تدعو القمم الثلاث إلى مواجهة التدخلات الإيرانية المباشرة، والتصدي للأعمال العدائية لأذرعها الإرهابية في عدد من الدول العربية، وفي مقدمتها ميليشيات الحوثي في اليمن، وحزب الله اللبناني، والحشد في العراق، وكذلك دورها التخريبي في بعض البلدان العربية من دعم لشيعة البحرين، ومد النفوذ في سورية، وإثارة القلاقل وبث الفرقة في عدد من البلدان العربية ودعم فصائل مقربة منها.

تشاور وتنسيق

تأتي القمة العربية والخليجية حرصا من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله -، على التشاور والتنسيق مع الدول الشقيقة في مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجامعة الدول العربية في كل ما من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، في ظل الهجوم على سفن تجارية في المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة، وما قامت به ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران من الهجوم على محطتي ضخ نفطية بالمملكة، لما لذلك من تداعيات خطيرة على السلم والأمن الإقليمي والدولي وعلى إمدادات واستقرار أسواق النفط العالمية.

إعلان مكة

يتوقع مراقبون أن يشهد إعلان مكة تبني قادة الدول العربية والإسلامية آليات لمواجهة تمدد النفوذ الإيراني، وردع التهديدات الإيرانية للخليج، بعد أن أشارت تقارير إلى استعداد إيران القيام بأعمال تخريبية في بلدان خليجية في حال شنت الولايات المتحدة هجوما عليها.

عزلة إيران

من المتوقع أن تعمق نتائج القمم الإسلامية والعربية والخليجية من عزلة النظام الإيراني الذي يعاني أزمات داخلية حادة على خلفية العقوبات الأميركية، إضافة إلى هروب الشركات الأوروبية والمستثمرين، وانصياع طهران إلى التحذيرات الأميركية، فضلاً عن تردي الأوضاع الاقتصادية، وانخفاض قيمة العملة، وهنا يأتي الاصطفاف العربي متزامنا مع تناغم عربي أميركي في التنديد ببرنامج إيران الصاروخي الباليستي والتهديدات الإيرانية، والدعوة لفرض قيود أكثير صرامة عليها. وهو بالتأكيد لن يصب في صالح طهران، ويمكن القول إن من أبرز نتائج هذه القمة حصول المزيد من الضغوط الدولية والإقليمية لإجبار طهران رفع يدها عن قضايا المنطقة وعن وكلائها.

امتحان قوي

بحسب المراقبين، فإن العرب باتوا اليوم أمام امتحان قوي لتوحيد المواقف لمواجهة الأخطار التي تحدق ببلادهم ومنطقتهم، أما طهران فالرسالة التي تبعثها القمة هي إما أن تغيير من سلوكها في المنطقة أو تخسر كل شيء حتى نظامها الذي بات قاب قوسين أو أدنى من السقوط. القمة أيضا ستبعث برسائل إلى طهران فحواها أن سياسات مد النفوذ أصبحت من الماضي، وأن طهران عليها أن تواجه تداعيات هذه السياسات التي شكلت جزءا لا يتجزأ من أيدلوجيتها على مدار الـ4 عقود الماضية، وأن عليها مراجعة سياسية شاملة.

أبرز المرتكزات

- مواجهة التدخلات الإيرانية المباشرة.

- التصدي للأعمال العدائية لأذرع إيران الإرهابية.

- مهاجمة سفن قبالة ساحل الفجيرة الإماراتي.

- الاعتداء على محطتي نفط تابعتين لشركة أرامكو.

- آخر المستجدات الجارية في القضية الفلسطينية.

- الأحداث الأخيرة الخاصة بالأقليات المسلمة.

- المبادرة الأميركية لإنهاء الصراع الفلسطيني مع إسرائيل.

- تنامي خطاب الكراهية ضد الجاليات المسلمة.

- ظاهرة الإسلاموفوبيا وضرورة التصدي للإرهاب والتطرف والعنف.