أكد محللون سياسيون لـ«الوطن»، أن المملكة العربية السعودية اختارت عقد القمم الخليجية والعربية والإسلامية دفعة واحدة، وفي توقيت واحد، لمواجهة جملة تحديات تواجه المنطقة، فيما تتصدر التدخلات الإيرانية في شؤون دول المنطقة أبرز الأزمات التي تواجه القمم الثلاث لاسيما بعد تزايد تهديدات طهران في الفترة الأخيرة سواء بالتلويح بإغلاق مضيق هرمز، أو باستهداف ميليشيات الحوثي الموالية لإيران لمواقع وسفن نفطية تابعة للسعودية والإمارات، فضلا عن تاريخ النظام الإيراني الدامي بالمنطقة بما فيه عمليات طهران التخريبية في مكة المكرمة أعوام 1986 و1987 و1989. وذكر المحللون، أن جمع القمم الثلاث في زمن واحد ومكان واحد يعكس جدية وبعد نظر القيادة السعودية في التعامل مع جميع التحديات، والتوصل إلى حلول تطبيقية ذات مصداقية كبيرة، لافتين إلى أن هذه السياسة فاقمت من أزمات النظام الإيراني وعزلته الإقليمية والدولية، مشيرين إلى أنه منذ تجربة الأزمة اليمنية عام 2015 وقبلها التهديدات الداخلية لمملكة البحرين بدعم إيراني، باتت كل اختيارات السعودية وتحركاتها تتسم بما يسمى الإستراتيجيات المباشرة، بمعنى مواجهة التحديات بخطوات عملية على الأرض ودون تردد، وبالتالي فإن اجتماعات القمم الثلاث لن تكون رهينة بيانات سياسية إنما جزء من فلسفة الإستراتيجيات المباشرة للقيادة السعودية.

تزايد المخاطر

وقال المحلل السياسي، مسعود فوزي محمد، إن القمم الثلاث أنها تأتي وسط تزايد المخاطر » أهمية في منطقة الخليج نتيجة التهديدات الإيرانية إلى جانب الموقف الأميركي تجاه طهران، والذي بدأ بتصعيد عسكري خلال الفترة القصيرة الماضية، ثم جاءت تصريحات بإمكانية التفاوض مع مشيرا إلى أن التحرك السعودي ،« الجانب الإيراني جاء في الوقت المناسب باعتبار أن المسؤولية الأكبر في تأمين المنطقة العربية بوجه عام تقع على عاتق السعودية، التي رأت أن تضع الدول الخليجية والعربية والإسلامية أمام مسؤولياتها ومشاركتهم في اتخاذ القرارات المناسبة لدرء المخاطر التي تحيق بالمنطقة.

ضرورة التشاور

وأوضح الباحث خالد العزي، أنه في كل الأحوال فإن السعودية باعتبارها أكبر قوة إقليمية، رأت التشاور مع الشركاء الإقليميين في التطورات المتلاحقة وتوجيه رسالة للعالم أنها لا تريد الدخول في حرب مع إيران، وتحاول استبعادها، ولكن إذا أرادت إيران ذلك ستكون السعودية جاهزة ليس فقط عسكريا وأمنيا بل أيضا تقنيا ودبلوماسيا، لذلك دعت المملكة إلى قمة خليجية توحد الآراء الخليجية حول إدانة إيران للاعتداءات على دول الخليج، ومنع إيران من تسجيل اتفاقات سياسية مع دول الخليج العربي والجوار يضعف أي قرار عربي قادم ضد الحرب.

وبين أن التطورات المتلاحقة فرضت أيضا توجيه دعوة ثانية استباقية لعقد قمة عربية طارئة للدول العربية، والتوصل إلى إطار سياسي بالإجماع يفرض على الدول العربية كلها عدم القبول بالممارسة الإيرانية وتوجهاتها الإعلامية بأنها مستعدة لعقد اتفاقات مع دول الخليج والجوار، .« وفتح باب الحوار معهم، بالإضافة إلى عدم ممارسة أى أعمال عسكرية ضد دول الخليج

تفاقم الأزمات

قال معارضون إيرانيون، إن «القمم الثلاث في مكة المكرمة جاءت لتفاقم أزمات النظام الإيراني الذي بدا معزولا من غالبية الدول العربية والإسلامية»، واصفين حالة النظام في الوقت الحالي بعبارة «فوق النقطة الحرجة» ، لاسيما وأن سلوك النظام الإرهابي جعل الأزمة الدولية تبلغ ذروتها برفع المطرقة العسكرية فوق رأسه إلى جانب سياسة سحق العظام تحت أقصى ضغط، كما أن سلوك النظام فاقم من أزمة الاقتصاد المنهار، إضافة إلى أزمة الفساد المتفشي الذي لا يمكن السيطرة عليه، والصراعات الشديدة بين زمر النظام.

ووصف المعارضون الخطوة السعودية بعقد القمم الثلاث في مكة المكرمة وخلال شهر رمضان بالذكاء الشديد، ليس فقط لروحانية المكان والزمان، ولكن لأن المملكة أرادت أن تضع الدول الإسلامية بوجه عام أمام السلوك الإرهابي لدولة إيران، وأن يتشارك الجميع في وضع حد لهذا السلوك.

منع محاولات الالتفاف

وذكر العزي أن السعودية أدركت مبكرا محاولات الالتفاف الإيراني الذي حاولت طهران إظهاره في دبلوماسيتها أمام شعبها وشعوب المنطقة، وكذلك محاولة نظام الملالي التكتم على موضوعات أخرى، أهمها التدخل في شؤون دول المنطقة عبر الميليشيات المسلحة، والتورط في عمليات إرهابية ببعض الدول، مشددا على أن المملكة أرادت أن تضع بعض الدول العربية الواقعة تحت الضغوط الإيرانية، أمام مسؤوليتها بإدانة تصرفات طهران، ووضع حد لعلاقات معها، خاصة أن القرارات بالأغلبية تأتي بالإجماع، مما يضعف تحركات إيران السياسية والدبلوماسية في مواجهة التوجهات العربية الرافضة للتدخلات الإيرانية في المنطقة وتحقيق مصالحها القومية على حساب العرب ومدنهم وشعوبهم لتحقيق دور جديد لها ولسلاحها في المنطقة.

لقد أحسنت السعودية بتفعيل الدور العربي والخليجي في القمة الإسلامية لمحاصرة إيران ، وقال العزي وتوجيه رسالة حادة لها ولتصرفاتها الحاقدة، بأن أي خطأ باتجاهها واللعب في النار سيكون الرد قاسيا جدا.. ليس سعوديا وإنما أيضا عربيا وإسلاميا

جدية سياسة المملكة

- تبني الإستراتيجيات المباشرة في مواجهة التحديات بخطوات عملية على الأرض

- العمل على التوصل إلى حلول تطبيقية على الأرض ذات مصداقية كبيرة

- منع إيران من خداع شعبها والعالم باستخدام الحيل الدبلوماسية

- التشاور مع الشركاء الإقليميين في التطورات المتلاحقة وتوجيه رسائل للعالم

- تأكيد السعودية على توجهها السلمي إلى جانب استعدادها للمواجهة العسكرية