أكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين، عن ثقته في أن تشكل هذه القمة الإسلامية الرابعة عشرة علامةً فارقةً في تاريخ المنظمة التي تتوّج عامها الخمسين، بما يحدونا جميعا من إرادةٍ صادقةٍ، وعزيمةٍ قوية، للتعاضد يداً بيد نحو مستقبل أفضل لشعوب دولنا، وموقف موحّد تجاه قضايا عالمنا الإسلامي.

وقال في كلمته "في هذا البلد الحرام، وبجوار الكعبة المشرفة، هنا من منبع الرسالة، ومهبط الوحي، موطن القداسة، وموئل الإجلال دعواتي لكم وللأمة الإسلامية بالقبول والمغفرة في هذه الليالي المباركة، في هذا الشهر الكريم، ويسعدني أن أتقدم لكم، قادتنا الأجلاء، بأسمى عبارات التهاني والتبريكات بمناسبة قرب حلول عيد الفطر المبارك، سائلاً المولى عز وجل أن يعيده عليكم وعلى الأمة الإسلامية باليمن والبركات، وأن يجعل مؤتمرنا المُنعقد في هذه الليلة الفضيلة، فاتحةَ خيرٍ وأمنٍ ورفاهٍ لشعوبنا وبلداننا الإسلامية.

وأضاف " كما يشرفني، أن أتوجه لخادم الحرمين الشريفين، أصالة عن نفسي، وباسم منظمة التعاون الإسلامي، بخالص التهاني بمناسبة تولي رئاسة هذه القمة، انعكاسا للمكانة وللقيادة الروحية للمملكة في العالم الإسلامي، رافعاً لمقامكم الكريم جزيل الشكر والامتنان لتفضلكم بالتوجيه باستضافة هذا المؤتمر في المملكة العربية السعودية، وبجوار بيت الله العتيق، قبلة المسلمين، ومأوى أفئدة مليار ونصف المليار مسلم، يأتي ذلك، سعياً من المملكة العربية السعودية بقيادتكم الحكيمة، وسمو عضدكم الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، لتعزيز أواصر التضامن بين بلداننا الإسلامية، ودعم العمل الإسلامي المشترك، مُسهمين مع أشقائكم ملوك ورؤساء الدول الإسلامية، في لمّ شمل المسلمين، وتوحيد كلمتهم لما فيه خير وصلاح وازدهار الأمة الإسلامية والعالم أجمع.



وثمن العثيمين عالياً حرص المملكة العربية السعودية التي تستضيف مقر المنظمة، على دعم منظمة التعاون الإسلامي وتعزيز دورها في محيطها الإقليمي والدولي بما توفره من تسهيلات وإمكانيات تسند عمل الأمانة العامة.

وأوضح أن مسيرة العمل الإسلامي المشترك، حققت من خلال الجهود الخيرة والدؤوبة للدول الأعضاء بالتعاون والتنسيق فيما بينها، وفي إطار المنظّمة، حصيلة إيجابية في مختلف المجالات، وزخما متواصلا في معالجة قضايا العالم الإسلامي.

وبين أن في مقدمة هذه التهديدات، آفتي الإرهاب والتطرف، طاعون العصر وسرطانه، اللتين مازالتا تتربصان بالأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، ولا أدلّ على ذلك من العمليات الإرهابية التي شهدتها دول غير إسلامية، والتي أثبتت أن الإرهاب لا دين له أو جنسية أو عرق. وقد كان أبرزها الحادث الإرهابي الذي وقع شهر مارس الماضي وراح ضحيته خمسون آمناً من المصلين في مسجدين بنيوزلندا.

وأضاف أن المملكة العربية السعودية شهدت اعتداءً ارهابياً آثماً على محطات الضخ البترولية، مستهدفةً مصالح الدول وامدادات النفط العالمية، كما تعرضت أربع سفن تجارية لأعمال تخريبية في المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة، مهددةً أمن وسلامة حركة الملاحة البحرية العالمية. مجددًا إدانة منظمة التعاون الإسلامي الشديدة لهذه الأعمال الإرهابية، وداعيا المجتمع الدولي للنهوض بمسؤولياته للحفاظ على السلم والأمن في المنطقة.



شدد الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي، خلال كلمة ممثلة للدول العربية في اجتماع منظمة التعاون الإسلامي المنعقد في مكة المكرمة، على أن العالم الإسلامي تجمعه وحدة المصير في عالم يتجه نحو التكتلات العابرة للحدود، مطالبا بمواجهة تيارات الإرهاب والتطرف ومنع استنزاف مقدرات بلداننا.

وأضاف "علينا كحكومات وشعوب إسلامية وعربية تكثيف الجهود لمواجهة التحديات". وأوضح السبسي أن السعودية ستسهم برئاستها لهذه الدورة بدفعة كبيرة لقضايا المسلمين".

لفت الرئيس النيجيري محمد بخاري، خلال كلمته إلى" أننا نواجه تحديات خطيرة تتطلب منا تنسيقا دائما". وأضاف " أن القمة الإسلامية تنعقد في توقيت مهم لمواجهة التحديات. وأكد بخاري أن الإرهاب يشكل أبرز التحديات التي تواجه العالم والأمة الإسلامية.

وأعرب بخاري الذي تحدث نيابة عن المجموعة الإفريقية عن أمله أن يتحقق الانتقال السلمي للسلطة سريعا في السودان والجزائر. كما ثمن الجهود السعودية التي بذلت لإنجاح القمة الإسلامية.

أبانت رئيسة وزراء بنغلاديش، شيخة حسينة واجد، ممثلة الدول الآسيوية، أنه "علينا مواصلة العمل للنهوض بالعالم الإسلامي". وأكدت على أن الهدف الرئيسي لمنظمة التعاون الإسلامي هو حماية حقوق الفلسطينيين وتحقيق حل الدولتين". وأوضحت أن العالم الإسلامي يعاني من نظرة خاطئة فيما يتعلق بوصمه بالإرهاب.

وذكرت أن بلادها بنغلاديش منحت حق اللجوء لحوالي مليون من مسلمي الروهينغا الفارين من ميانمار، مشيرة إلى أن بنغلاديش تعاني من أعباء ثقيلة من جراء استضافة هذا العدد الهائل من اللاجئين.



شدد أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، على أهمية التمسك بحل الدولتين والقدس الشرقية عاصمة لفلسطين.

وثمن دور السعودية في استضافة وإنجاح القمة الإسلامية، ودان الهجمات التي تعرضت لها النفط قبالة السواحل الإماراتية. وقال "إن 61% في من النازحين حول العالم هم مسلمون، مضيفا "أن منطقتنا وأمتنا الإسلامية تمر بتحديات غير مسبوقة ومخاطر كبيرة". ودعا الشيخ الصباح المجتمع الدولي إلى تفعيل جهوده لدفع مسار السلام.



شكر رئيس الوفد التركي وزير الخارجية مولود جاويش اوغلو، خادم الحرمين الشريفين على الإعداد والتحضير لأعمال هذه القمة في رحاب مكة المكرمة ، معرباً عن أمله في أن تخرج القمة بما يعزز مسيرة العمل الإسلامي المشترك .

وقال " بعد خمسين عاماً من إنشاء المنظمة لازلنا نواجه التحديات المعقدة في قضية مستقبل فلسطين والقدس التي كانت السبب الأساسي لإنشاء هذه المنظمة ، ونحن مع حق العودة ووضع القدس الشريف وقيام دولة فلسطينية". وأكد أن قضية فلسطين ستبقى دوماً هي القضية الأساسية ، وأن أي عملية سلام لاتنص على إنشاء دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف فإنها مرفوضة في مجتمع منظمة التعاون الإسلامي .

وقال " إن رئاسة المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين سيتم الاستفادة منها في تعزيز وحدتنا من أجل خدمة قضايانا المشتركة وتحقيق أهدافنا النبيلة .

وكانت القمة الإسلامية قد بدأت أعمالها بعنوان " قمة مكة: يداً بيد نحو المستقبل " في قصر الصفا بمكة المكرمة برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود. ولدى وصول قادة ورؤساء وفود الدول الإسلامية، كان في استقبالهم خادم الحرمين الشريفين، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ومستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، الأمير خالد الفيصل.