جميع التحقيقات التي تمت من قبل خبراء أميركيين وإقليميين حول تفجيرات ناقلات النفط في الفجيرة، والهجوم على المنشآت النفطية في السعودية، تتحدث عن دور قوات الحرس في هذه الهجمات، لكن اللافت أن نظام الملالي يدعم هذه الهجمات الإرهابية علنا بسبب الوضع المتأزم داخل إيران وعلى مستوى المنطقة والعالم الذي يواجهه، وخشيته من اقتراب سقوط نظامه، ولذلك أقدم على هذه الأعمال الإرهابية ودعمها علنا لإعطاء معنويات لقواته المنهارة.

المواقف السياسية التي اتخذها قادة قوات الحرس والمسؤولون رفيعو المستوى للنظام، بعد تنفيذ تفجيرات ميناء الفجيرة، وأيضا بعد الهجوم على الخطوط النفطية للسعودية من قبل عملاء النظام، تثبت هذا الموضوع بشكل أكبر، وأن الهجمات تم تنفيذها من قبل قوات الحرس والمجموعات المرتبطة بها، وكانت محط ترحيب النظام.

موقع «معهد التبيين للدراسات الإستراتيجية» التابع لمركز الأبحاث الإستراتيجية الخاص بقوات الحرس، ويتم فيه بحث الخطوط العريضة لقوات الحرس من أجل توجيه القوات التابعة للنظام، كتب مقالة في 13 مايو الماضي تحت عنوان «انفجار الفجيرة، رسائله ونتائجه بالنسبة لأبو ظبي وسوق النفط».

وأوضحت المقالة موقف قوات الحرس وأيضا هدف النظام من أجل رفع قيمة النفط في السوق العالمي وتهديد دول المنطقة.

تقول المقالة (انفجار الناقلات في الإمارات «ميناء الفجيرة» باعتبارها واحدة من موانئ النفط الرئيسة في العالم، يؤكد هشاشة طرق انتقال الطاقة والضعف الموجود فيها مسبقا وقبل أي شيء).

وأضافت (اقتصاد العالم يعتمد أيضا على ناقلات النفط كأداة أساسية لنقل الطاقة وعبورها من طرق «تقليدية» و«متوترة» و«غير آمنة» و«لا بديل لها». وفي هذا الصدد فإن الموقع الجيوبوليتيكي والفريد لمضيق «هرمز» أفشل المساعي المكلفة والمستمرة بهدف تخفيض تأثيراتها على أمن انتقال الطاقة. وقد كشفت تفجيرات الفجيرة التي أنفقت عليها ثروات طائلة تحت عنوان أحد الطرق البديلة لمضيق هرمز، عن بعض الحقائق غير المروية:

الإمارات العربية المتحدة قطعت أشواطا طموحة من «الخليج الفارسي» وحتى «البحر الأحمر» ومن «غرب آسيا» حتى «شمال إفريقيا» بدون تمتعها بالمكونات اللازمة للعب كقوة إقليمية، بحيث يمكن تفسير الانفجارات كنتيجة طبيعية للسياسة الإقليمية والخارجية لدولة الإمارات.

الولايات المتحدة الأميركية قدمت السعودية والإمارات كذراعين موثوقتين ولهما قدرات عالية في الاستجابة لاحتياجات سوق النفط العالمي مع إلغاء إعفاءات بيع النفط الإيراني، ولكن حدوث انفجار في أحد أهم موانئ النفط العالمية أثبت أنه لا توجد ضمانة مقبولة في استقرار سوق النفط أو التزام جاد في أمن انتقال الطاقة، وباختصار أثبت الفشل المبكر للولايات المتحدة وحلفائها في إدارة مشروع العقوبات النفطية ضد إيران.

وفي موقف آخر، تحدث كيوان خسروي المتحدث باسم المجلس الأعلى للأمن القومي للنظام في انستجرام بتاريخ 28 مايو الماضي حول هجمات الطائرات بدون طيار على الأنابيب النفطية السعودية، وكتب تحت عنوان «كل شخص يحرك الرياح يحصد الطوفان»:

«إن الطلعة التشغيلية للطائرات دون طيار المحلية اليمنية إلى عمق حوالي 800 كلم في سماء الدول المعتدية بدون إمكانية التعرف عليها وإسقاطها يشكل فضيحة كبيرة لأكبر مشترين للسلاح المتطور جدا في المنطقة..»

وبهذا الشكل يشير هذا الشخص بشكل ضمني لدور النظام في إعطاء طائرات بدون طيار من صنع النظام الإيراني للحوثيين في اليمن.

وفي الماضي أيضا، أوضح مختلف مسؤولي النظام وقادة قوات الحرس الخط الهجومي وسياسة نشر حروب قوات الحرس على مستوى المنطقة. ومن بينهم أمير موسوي أحد المسؤولين المرتبطين بقوات الحرس الذي كان يقوم بتنفيذ تحركات أصولية متطرفة وإرهابية في الجزائر تحت غطاءات ثقافية ولهذا السبب تم طرده من الجزائر عام 2018.

في 16 أبريل 2019 قال في مقابلة مع صحيفة إيران «لعل العقوبات الاقتصادية بالنسبة لأميركا تعد أداة مؤثرة من أجل وضع إيران تحت الضغوط ولكن إيران تستطيع في المشهد الميداني أن تخلق مشكلات كثيرة للقوات الأميركية المستقرة في المنطقة. مجموعات المقاومة أثبتت عمليا أنها تتمتع بسيطرة كبيرة في المنطقة».

وبهذا الشكل، فإن المواقف السياسية التي تم اتخاذها من قبل قوات الحرس ومسؤولي النظام تثبت بشكل أكبر دور نظام الملالي في هذه الأعمال التخريبية والعدوانية على المستوى الإقليمي. الأمر الذي يستوجب اتخاذ سياسة حاسمة من قبل مجلس الأمن الدولي في الأسابيع المقبلة ضد النظام الإيراني.

محمد محدثين رئيس لجنة العلاقات الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية صرح بعد مؤتمرات مكة «أكدت قمة الدول العربية حقيقة أن النظام الإيراني هو العامل الرئيس للحرب وزعزعة الأمن. من تعريض السفن للخطر وإلى الحرب في اليمن وسورية والقصف بالصواريخ وزعزعة أمن دول المنطقة».

طالما المقاومة الإيرانية حذرت منذ أربعة عقود لولا التصدي لهذا النظام، فإنه سيعرّض السلام والأمن في المنطقة للخطر، ولكن المساومين قللوا من أهمية هذا الخطر، وأثاروا وهم اعتدال هذا النظام، وأفضى هذا الخطأ الخطير إلى ما نراه الآن من نتائج كارثية.

إن الإطاحة بنظام الملالي هي أكبر خدمة للسلام والهدوء في المنطقة وفي العالم، وقد دخلت مواجهة الشعب والمقاومة مع الملالي في مرحلتها الأخيرة، والدول العربية والإسلامية الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يجب أن يقفوا بجانب الشعب الإيراني.

إن القاعدة الأساسية لأزمة السقوط هي مجتمع محتقن وصل بعد 40 عاما من القمع والظلم والتمييز الذي مارسه الملالي، إلى نقطة الانفجار.

تلعب معاقل الانتفاضة ومجالس المقاومة الدور الأكبر في تشكيل وتنظيم الاحتجاجات وتوجيهها في داخل البلاد.

وصف خامنئي مجاهدي خلق بأنها تشكل ضلعا من مثلث، تشكل الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية الضلعين الآخرين له، وهذه المنظمة هي سبب كل الاضطرابات داخل البلاد.

في الوقت الذي تحول فيه الوضع الدولي وأصبح النظام الإيراني، وخاصة بعد قمم مكة، أكثر عزلة من أي وقت مضى، وبات من الواضح أن سياسة المساومة الأوروبية لا يمكن أن تغير أي شيء، سيقيم الإيرانيون أنصار المقاومة الإيرانية في أوروبا وأميركا مظاهرات حاشدة في مدن أوروبية وأميركية مختلفة مطالبين باتخاذ سياسة حازمة لدعم إرادة الإطاحة بالنظام، وأول مظاهرة ستنعقد في بروكسل في 15 يونيو، تشارك فيها شخصيات أوروبية وعربية.