فيما تتخلى الدول الأوروبية تباعا عن نظام إيران الإرهابي، وجهت طهران كعادتها الانتقادات للأوروبيين قائلة «إنهم ليسوا في موقف يؤهلهم لانتقاد طهران بسبب قدراتها العسكرية»، وذلك في تهديد وصفه موقع channelnewsasia، بأنه جاء في إطار المساومة ما بين تقوية العلاقات، أو استكمال إيران لبرنامجها النووي غير السلمي.

يأتي ذلك في ظل ظهور مؤشرات جديدة تشير إلى قرب سقوط التقارب الأوروبي الإيراني، خصوصا بعد تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التي أدلى بها إلى الرئيس الأميركي دونالد ترمب قائلا إن أهدافه هي نفس أهداف الولايات المتحدة فيما يتعلق بإيران، في حين تشاطر الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووي 2015، وهي فرنسا وبريطانيا وألمانيا، الولايات المتحدة مخاوفها حيال برنامج إيران الصاروخي الباليستي وأنشطتها الإرهابية في المنطقة.

فقدان الثقة

وحسب الموقع، فإن إيران لا تزال تطالب فرنسا وألمانيا وبريطانيا أن تبقى هذه الاتفاقية النووية حية، ولكن هناك أمورا لم تعد تثق فيها هذه الدول خصوصا في ظل شكوك الاتحاد الأوروبي حول برنامج إيران الصاروخي، ومشاركاتها الإرهابية في لبنان والعراق واليمن، مبينا أن أوروبا كانت تعتبر في السابق هذه المشاركات منفصلة عن الاتفاقية النووية أما الآن فلابد من الإجابة على كثير من الأسئلة ولا مجال للدبلوماسية في هذه الشؤون.

وأضاف الموقع، أنه من المؤكد أن العقوبات الاقتصادية وضعت الرئيس الإيراني حسن روحاني تحت الضغط، حيث ظهرت جبهة في الداخل تتهمه بأنه استسلم كثيرا في مسألة إحياء هذا الاتفاق، لكي يتستر على إخفاقات النظام، وما نتج عنها من أزمات داخلية خانفة، فضلا عن تردي علاقات طهران الإقليمية والدولية.

هجوم إعلامي

وكانت صحف إيرانية قد انتقدت موقف الاتحاد الأوروبي من اتفاق العام 2015 النووي الذي انسحبت منه واشنطن واتهمت وزير الخارجية الألماني هايكو ماس بإظهار مزيج من العجز والغطرسة خلال المحادثات التي أجراها في طهران الإثنين الماضي.

وقالت صحيفة «جوان» الإيرانية، إن الاتحاد الأوروبي «أرسل مندوبه إلى إيران ليقول إنه لا يمكن لأوروبا أن تطبق أي شيء دون الموافقة الأميركية لكن لا يمكنها كذلك القبول برفض إيران تطبيق بعض التزاماتها»

وخلال زيارته لطهران، أقر ماس بأن الحصول على الميّزات الاقتصادية التي كانت تأمل طهران بها نتيجة الاتفاق النووي «بات أصعب» الآن لكنه حض طهران على احترام الاتفاق بشكل كامل.

الشعور بالضعف

ووفقا لتقارير المعارضة الإيرانية، فإن تهديدات إيران لأوروبا، جاءت وسط أزمة يعيشها النظام والشعور بالضعف الشديد نتيجة العقوبات الأميركية، ناقلة عن وزير النفط الإيراني، بيجن زنغنه، قوله «إن العقوبات جعلت البلاد في وضع أصعب من حرب الثماني سنوات، مضيفا أنه «في الفترة الماضية، لم تفرض العقوبات على مشتقات النفط الإيرانية وفي الوقت الحالي، تمت إضافة حتى مشتقات النفط الإيرانية إلى قائمة العقوبات. وأصبحت عقوبات الملاحة البحرية والبنوك أشد من ذي قبل».

تناقضات النظام

وأوضحت التقارير أنه خلال العام الماضي ومع انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، خلقت ظروف جديدة شهدنا خلالها ردات فعل مختلفة ومتناقضة من جانب النظام الإيراني ينم بعضها كأنما يريد النظام أن يتنازل ويتفاوض، ولكن في المقابل هناك علامات أخرى تدل على أن النظام يعيش طريقًا مسدودًا، لأن قادة النظام يعلمون جيدًا أن الحرب ليست في صالحهم، نظرًا إلى توازن القوى غير المتكافئ مع الولايات التحدة، كما أن التفاوض يعني الاستسلام ومؤشر لسقوط النظام.

وأشارت التقارير إلى المناخ السائد في أروقة الإدارة الأميركية بعدم إضاعة الوقت بالحوار مع إيران نظرا إلى أن طهران لن تغير سلوكها ما لم يتغير نظامها السياسي.

أسباب تراجع التقارب الأوروبي الإيراني

- برنامج إيران الصاروخي الباليستي وأنشطتها الإرهابية في المنطقة

- تورط إيران في لبنان والعراق واليمن

- شكوك أوروبا في احترام إيران للاتفاق النووي بشكل كامل

- تردي علاقات طهران الإقليمية والدولية