فيما تحركت دول عالمية لردع الإرهاب الإيراني وحماية خطوط الملاحة الدولية، طالب وزير الخارجية الإماراتي، عبد الله بن زايد آل نهيان، المجتمع الدولي بالتعاون لتأمين حماية الملاحة الدولية» لوصول الطاقة، مشددا على أن «تدفقات النفط يجب أن تكون آمنة عبر الممرات المائية لاستقرار الاقتصاد العالمي»، لافتا إلى أن عدم مشاركة دول المنطقة في الاتفاق النووي مع إيران كان خطأ كبيرا.

وقال خلال مؤتمر صحفي عقده مع وزيرة خارجية بلغاريا، إيكاترينا زاهاريفا، أن الهجوم الذي استهدف 4 سفن تجارية قبالة ساحل الفجيرة، قامت به دولة، مؤكدا أن الإمارات لم تقرر بعد وجود أدلة كافية ضد دولة بعينها.

وتعرّضت أربع سفن «ناقلتا نفط سعوديتان وناقلة نفط نرويجية وسفينة شحن إماراتية»، لأضرار في «عمليات تخريبية» قبالة إمارة الفجيرة، خارج مضيق هرمز الشهر الماضي.

منطقة صعبة

وأضاف وزير الخارجية الإماراتي «نحن في منطقة صعبة، لكن بها الكثير من الموارد الضرورية للعالم، سواء كان غازا أو نفطا، ونريد أن تكون تدفقات هذه الموارد آمنة وطبيعية، من أجل استقرار الاقتصاد العالمي، وأيضا علينا أن نؤمن شعوبنا واقتصاداتنا».

وأوضح أن «الأدلة التي جمعناها نحن وزملاؤنا من دول أخرى، تشير بوضوح إلى أنها عملية تفجير من خارج السفينة، تحت مستوى المياه»، مؤكدا أن «التقنية التي تم استخدامها والتوقيت والمعلومات التي جمعت قبل العملية، واختيار الأهداف كان دقيقا، بحيث لا يتم غرق أو تسريب نفط من هذه السفن».

وشدد وزير الخارجية الإماراتي على أن «هذه القدرات غير موجودة عند جماعات خارجة عن القانون.. هذه عملية منضبطة تقوم بها دولة، غير أنه إلى الآن لم نقرر أن هناك أدلة كافية تشير إلى دولة بالذات».

تأمين تدفقات النفط

وأوضح الوزير الإماراتي، أن الإمارات ترغب في تأمين تدفقات النفط عبر الممرات، من أجل استقرار الاقتصاد العالمي، مضيفا «على المجتمع الدولي أن يتعاون من أجل تأمين الملاحة الدولية وتأمين وصول الطاقة.. وأحب أذكر أن المنطقة التي شهدت تفجيرا منذ أيام أو الشهر الماضي، هي منطقة مليئة بالناقلات».

وأضاف «عندما وقع الاعتداء الشهر الماضي، كان عدد السفن في تلك المنطقة، التي حدث فيها التفجير نحو 184 سفينة بين سفن نفط وشحن وغيرها، فهذا تهديد حقيقي للملاحة الدولية، وعلينا أن نعمل سويا لتجنيب المنطقة التصعيد، وإعطاء فرصة لصوت الحكمة».

خطأ الاتفاق النووي

وفيما يتعلق بالاتفاق الدولي حول النووي الإيراني، الذي أبرم عام 2015، قال الشيخ عبدالله بن زايد: «علينا أن نعمل سويا لنزع هذا الاحتقان»، لافتا إلى أنه من الخطأ عدم مشاركة دول المنطقة في الاتفاق النووي مع إيران.

وأضاف «نأمل أن نرى إطارا أوسع للتعاون مع إيران، ونعتقد أن اتفاق (5 +1) كان فيه خطآن، الخطأ الأول عدم مشاركة دول المنطقة في هذا الحوار، وحماية هذا الاتفاق، والخطأ الثاني عدم احتوائه لمواضيع مثل الصواريخ البالستية، والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى».

وأكد أن «الأمان الحقيقي للاستقرار يكون استقرار دول المنطقة مجتمعة بمظلة دولية لسبب أن المنطقة هي الشريان الأساسي للطاقة في العالم، ولا نريد أن يكون هذا تكرارا في المنطقة بين فترة، وأخرى لكي نزدهر ونستقر».

تأكيدات ترمب

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد اتهم إيران بالوقوف خلف هجومين استهدفا الخميس ناقلتي نفط في خليج عمان.

وأكد ترمب في تصريحات إعلامية، أن «إيران قامت بهذا الأمر»، مستندا إلى تسجيل مصوّر بالأبيض والأسود نشرته القيادة الوسطى في الجيش الأميركي قبل ساعات، وقالت إنّه يظهر زورقا سريعا للحرس الثوري الإيراني يزيل «لغما مغناطيسيا لم ينفجر» عن جسم إحدى الناقلتين.

وقال ترمب «نرى السفينة، مع لغم لم ينفجر، وهذا يحمل بصمات إيران»، مؤكّدا أنّ الحرس الثوري «لا يريد ترك أدلة خلفه».

مضيق هرمز

واتهمت واشنطن طهران بالعمل على بلبلة إمدادات النفط العالمية بإغلاق مضيق هرمز، وهو ما هددت به إيران في الماضي، غير أن ترمب قلل من شأن هذه التهديدات، مؤكدا الجمعة أن الإيرانيين «لن يقوموا بإغلاقه، لن يغلق، لن يغلق لفترة طويلة، وهم يعلمون ذلك، ولقد أبلغوا بذلك بأشد العبارات».

واعتبر وزير الدفاع الأميركي بالوكالة باتريك شاناهان، أنّ هجومي الخميس يمثّلان مشكلة عالمية غير محصورة بالولايات المتحدة، داعيا إلى «توافق دولي» لحلّها.وأبقى الوزير الأميركي الباب مفتوحا، أمام إمكانية تعزيز الحضور العسكري الأميركي في المنطقة الواقعة، ضمن نطاق عمل القيادة الوسطى في الجيش الأميركي.

موقف بريطانيا

وانضمت بريطانيا للولايات المتحدة في تحميل إيران المسؤولية عن الهجمات، مما زاد من المخاوف من اندلاع مواجهة عسكرية أوسع نطاقا في الممر المائي الحيوي لقطاع النفط في العالم.

واعتبر وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت، في بيان، أن إيران مسؤولة بشكل «شبه مؤكد» عن الهجومين على ناقلتي النفط في بحر عمان، متهما الحرس الثوري الإيراني، بالوقوف خلف هجومي الخميس.

الدعوة لتحقيقات

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إلى إجراء تحقيق مستقل، وقال للصحفيين في مقر المنظمة الأممية في نيويورك «من الأهمية بمكان أن نعرف الحقيقة، من الأهمية بمكان أن يتم تحديد المسؤوليات، مضيفا أن «ذلك لا يمكن أن يحصل إلا عبر كيان مستقل قادر على التحقق من تلك الوقائع».من جهتها، أعربت روسيا حليفة إيران عن «إدانتها الشديدة للهجمات»، لكنّها طلبت من واشنطن «عدم استخلاص نتائج متسرّعة»، فيما دعت الصين إلى «الحوار». كما أدان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، أمس، الهجوم الذي استهدف ناقلتي نفط في خليج عمان، ووصفه بأنه تصعيد خطير وخرق لكل الأعراف والقوانين الدولية، وتهديد مباشر لحرية الملاحة، وإمدادات العالم من الطاقة، كما أنه يعرّض الأمن والسلم الإقليمي والدولي للخطر. وأشار الزياني إلى أن هذا الهجوم عمل إرهابي يستدعي أن يسارع المجتمع الدولي برد صارم وحاسم ورادع لحماية خطوط الملاحة الدولية، في هذه المنطقة الحيوية من العالم.

قلق شركات الشحن

يذكر أن شركات الشحن البحري كانت قد عبرت عن قلقها حيال الوضع في الخليج، وقال باولو داميكو رئيس «إنترتانكو»، رابطة ناقلات النفط مالكة الناقلتين اللتين تعرضتا لهجوم الخميس، «إذا أصبحت هذه المياه خطيرة، فقد تتعرض الإمدادات النفطية للعالم الغربي للتهديد».

وفي وقت لاحق قالت شركة «فرونتلاين»، التي تملك الناقلة «فرونت ألتير»، إن الناقلة غادرت المياه الإيرانية، بعد تعرضها الخميس لهجوم في بحر عمان، مشيرة إلى أن «زورق القطر أكيلا تمكن من ربط نفسه بالسفينة باكرا صباح أمس، وباتت فرونت ألتير خارج المياه الإيرانية ويتم جرها بأمان».

دلالات تورط دولة في تفجير سفن النفط

التقنية التي تم استخدامها في عمليات التفجير

التوقيت والمعلومات التي جمعت قبل العمليات

اختيار الأهداف كان دقيقا بحيث لا يتم غرق أو تسريب نفط

القدرات المستخدمة لاتوجد لدى جماعة خارجة عن القانون

ردود فعل حول استهداف سفن النفط

أميركا

هناك إمكانية لتعزيز الحضور العسكري الأميركي في المنطقة

بريطانيا

الحرس الثوري الإيراني متهم بالوقوف خلف الهجمات

روسيا

إدانة شديدة للهجمات مع المطالبة بعدم تسرع النتائج

الأمم المتحدة

من الأهمية بمكان أن يتم تحديد المسؤوليات