ليست هنالك دولة في الدنيا تستطيع أن تجمع 3 قمم لدول من أصقاع الدنيا، في وقت واحد وزمن محدد، إلا بلاد الحرمين الشريفين، مهبط الوحي، قلب الأمتين العربية والإسلامية «المملكة العربية السعودية».

وليس هنالك قائد عربي يستطيع أن يجمع ملوك ورؤساء وأُمراء دول شتى في العالمين العربي والإسلامي، إلا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، وليست هنالك قاعة تجتمع وتلتئم فيها صفوف تلك الشعوب إلا تحت قبة سماء بلاد الحرمين الشريفين، فالهمُّ واحد والمصير مشترك لجميع تلك الأوطان، وليكن حديثنا مُركزا على الأمة العربية التي أصبحت مسرحا لأحداث الإرهاب والطائفية المقيتة، التي يغذيها النظام الإيراني الإرهابي.

فاليوم، لا عذر لأحد من الأشقاء العرب، وهذا الاجتماع جاء ليمحّص الرؤى، فلا مجال للمواقف الرمادية التي أدت بالنظام الإيراني إلى أن يكون أكثر طمعا وجرأة في استهداف الدول العربية، وزعزعة أمنها عبر ميليشياته الإرهابية. وكما قال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- خلال كلمته في القمة العربية الطارئة «إن عدمَ اتخاذِ موقفٍ رادعٍ وحازمٍ لمواجهةِ تلك الممارساتِ الإرهابيةِ للنظامِ الإيراني في المنطقة، هو ما قاده للتمادي في ذلك والتصعيدِ بالشكلِ الذي نراه اليوم».

انطلاقا من هذه القمة، يجب على كل بلد عربي أن يعي مدى خطورة الوضع الراهن، وما يُحيط بكل دولة على حدة من مهددات وجودية، وليس من الحكمة في هذه المرحلة المفصلية من مراحل أمتنا العربية، أن يكون تصريح أيٍّ من دولها خارج السرب، وتتحدث عن الوضع بشكل مُحايد، بينما مخالب الإرهاب الإيراني تتخطفها بين الفينة والأُخرى.

وبصريح العبارة، فقد لخّصت اجتماع أمة العرب في قمة مكة، بما قاله الأمين العام لجامعة الدول العربية، فهي المسار وهي خارطة الطريق التي يلزم على أمة العرب أن تجتمع عليها في رؤية واحدة، لمكافحة إرهاب ملالي طهران، وأورد منها محطات مهمة يجب أن تتنبه إليها الأمة العربية وهي: تهديد الأمن الملاحي، وأمن الممرات البحرية، وطرق التجارة، يُمثل تصعيدًا خطيرًا رأينا العالم كله -من شرقه إلى غربه- يتضامن في رفضه والتنديد به، بل ويتداعى إلى ردعه وضمان عدم تكراره، وتهديد المقدرات الاقتصادية وموارد الطاقة بواسطة الميليشيات الحوثية المدعومة إيرانيا، هو تجاوزٌ لكل الخطوط الحمر ولعبٌ بالنار. خطر هذه الميليشيات والعصابات الإجرامية -بمختلف مسمياتها وتشكيلاتها- فاق كل حد، وما دخلت الميليشيات بلدا إلا أفسدتها وأججت الاحتراب الأهلي فيها بصورة لم تعهدها منطقتنا قبل أن تتسلل إليها جرثومة الطائفية المقيتة عبر بوابة نعرفها جميعا.

العرب لا يقبلون الضيم، ولا يُقرون أبدًا -وتحت أي ظرف- أن يُمسّ أمنهم أو تُهدد مصالحهم، أو أن تعيش شعوبهم -في هذا البلد الأمين- من المحيط إلى الخليج، تحت ظلال الخوف أو الترهيب أو الابتزاز.

رفضت ميليشيا الحوثي كل تسوية، وناورت وخادعت كي تتحلل من كل التزام، وأخذت الشعب اليمني رهينة لتنفيذ مخططاتها، أو بالأحرى مخططات راعيها الإقليمي، والمحصلة هي خراب يدفع ثمنه الشعب اليمني كله، واليوم تُمارس هذه العصابات ابتزاز العاجزين في مواجهة المملكة العربية السعودية، ولا تتورع حتى عن تهديد المُقدسات بلا وازع من دين أو عرف أو خلق.

أمن الخليج من أمن العرب جميعا، وقد أثبتت تطورات الأسابيع الأخيرة أن الترويع، والابتزاز، واتباع تكتيكات الإرهاب، تُمثل سياسة خائبة، واختيارا بائسا عفى عليه الزمن، ولم يعد العالم يقبل به أو يتسامح مع الدول التي تمارسه.