في وقت تواصل قطر دعمها للإرهاب الذي حاولت مرارا أن تظهر أمام العالم براءتها منه، كشفت معلومات حصلت عليها «الوطن» عن قيام الدولة بتأسيس وإنشاء غرف بحرية إرهابية إيرانية مقرها داخل مياه الخليج العربي، للتجسس على الدول العربية، لتؤكد مجددا كذبها وزيفها بأنها لن تسمح لأحد أن يتدخل في سيادتها وقرارها، خاصة مع استمرار تدفق آلاف الجنود الأتراك والإيرانيين لحماية النظام القطري وفرض النفوذ والسيطرة على البلد.

وأفصحت المعلومات عن أن إنشاء قطر لهذه الغرف جاء عبر تنسيق مسبق بين طهران والدوحة وكان مرتبا له من وقت مبكر قبل قطع العلاقات بين دول الرباعي العربي وقطر.

التجسس

وقال مدير مركز المزماة العربي للدراسات والبحوث إبراهيم المقدادي لـ»الوطن»، إن قطر لديها منظومات وشبكة معلومات وعمليات إرهابية يتم تنظيمها عبر التنسيق مع فيلق القدس التابع للحرس الثوري ويديرها خبراء إيرانيون، تابعون لجهاز الاستخبارات التابع للحرس الثوري الإيراني.

وأضاف أن قيادات عسكرية وأمنية قطرية هدفها الأول زعزعة أمن واستقرار دول الرباعي العربي المقاطعة لقطر، إضافة إلى تنفيذ أجندات إيرانية داخل البلدان العربية، وهمها الرئيس التجسس ومحاولة الوصول إلى المعارضين من أجل تحريضهم ضد الأنظمة والحكومات العربية.

مميزات للاجئين السياسيين

أضاف المقدادي «إن ما يؤكد ذلك هو القرار الذي أصدره أمير قطر بعد موافقة مجلس الوزراء القطري والذي ينص على جلب من يرغبون اللجوء السياسي وتحديد الفئات والمميزات الممنوحة لهم، ما يعني فسح المجال لكل من يريد معارضة الأنظمة والحكومات العربية وخاصة الدول الأربع.

وبين المقدادي أن من ضمن المميزات الدعوة للحضور إلى قطر ومنح اللاجئ السياسي راتبا لا يقل عن 800 دولار وتعليم أبنائه والتأمين الصحي والإقامة، موضحا أن كل ذلك يمثل جزءا بسيطا من شبكة الأعمال والأنشطة التي تقوم بها قطر بالتنسيق من أجل إلحاق أكبر ضرر لدول الرباعي العربي.

مخطط مسبق

أشار المقدادي إلى توفر معلومات حول أن قطر وافقت على إنشاء غرف فكرية تديرها قيادات في الأجهزة الأمنية الإيرانية بالاشتراك مع قيادات في الجيش القطري، مبينا أن هذه الغرف الفكرية تم تأسيسها مع مقاطعة دول الرباعي لقطر بما يكشف وجود مخطط مسبق مبيت لهذه الأزمة.

وقال «كانت هناك ضمانات وتأكيدات لإيران بأنها سوف تساند قطر وتدعمها في مواجهة الرباعي العربي ومن تلك الخطوات التي سوف تتخذها إيران: الاشتراك في تأسيس غرف فكرية تديرها قيادات تابعة للحرس الثوري، بالاشتراك مع قيادات في الجيش القطري، ومقرها داخل مياه الخليج العربي.

خنجر مسموم

بين المقدادي أن منح قطر هذا الموقع لإنشاء إيران غرفها الفكرية هو خنجر مسموم للدول العربية، كون قطر تفتح أبوابها للأيدي الإيرانية العابثة عبر هذه الغرف، والتي من خلالها تعمل إيران على تحقيق مجموعة من الأهداف أبرزها إدارة العمليات ضد دول الرباعي، ووضع التوجيهات والإرشادات التي ينبغي لقطر ممارستها ضد هذه الدول، وكذلك تكوين برامج ومخططات لزعزعة أمن واستقرار دول الخليج.

وأضاف أن من بين الأهداف أيضا، إنشاء جسر ومركز وبؤر تجسس إيراني داخل الدول العربية وخاصة الخليجية، للعبث بأمن واستقرار المنطقة.

شروط وضمانات

لفت المقدادي إلى أن ذلك يشير إلى وجود مخطط مسبق لقطر وإيران مع وجود ضمانات بأن إيران التزمت بأنه في حالة اشتعلت الأزمة «فسوف نقف معكم يا قطر» ولكن شريطة تقديم ضمانات بعدم التراجع عن موقفكم مثلما حصل عام 2014 عندما تراجعت قطر وتفاوضت مع الدول العربية، وإن كان بشكل مؤقت في ظل وجود نوايا قطرية مبيتة.

وذكر المقدادي أن إيران استطاعت الحصول على ضمانات من قطر بعدم تراجعها عن مواقفها العدائية في حال استدعتها دول الرباعي العربي للتفاوض أو الجلوس أو حل المشكلة من جديد، مبينا أن أحد هذه الضمانات هي الغرف الفكرية التي تعتبر إحدى الأدوات التي استطاع الجانب الإيراني من خلالها الهيمنة على القرار القطري والسيطرة على السياسات القطرية الخارجية، وخاصة فيما يتعلق بالأزمة بين قطر ودول الرباعي العربي.

أسباب إنشاء الغرف الإيرانية في الخليج العربي

- إدارة العمليات ضد دول الرباعي العربي

- تكوين برامج ومخططات لزعزعة أمن واستقرار دول الخليج

- جسر ومركز تجسس إيراني داخل دول المنطقة

- خنجر مسموم للدول العربية وتهديد أمنها واستقرارها