هذه الأيام الساخنة المعتادة من كل عام تعيد حسابات بعض القطاعات الخدمية، وتراجع بعض الأسر ميزانياتها محاولةً البحث عن أجواء لطيفة وباردة.

وهذا آخر عام في التقويم الدراسي تنتهي معه الدراسة بإجازة عيدين أو منُاسبتين «رمضان والحج».

وهنا، نقف في كشف حساب لدعم قدراتنا التوفيرية، والمحافظة على سقف معين من الصرف السنوي، خاصة لذوي الدخول المتوسطة، وعندما أدرت فكري لأرصد حركة المطارات والسواحل والمصايف والمهرجانات والبرامج السياحية المعهودة، خلال الإجازة السنوية التي كان بعض منا يغادر للاصطياف هنا أو هناك، وجدت أن خطة النقل والمطارات مع بداية فصل الصيف جاءت جداولها مريحة وموزعة على خارطة المناطق في المملكة، وبذلت هيئة الطيران المدني والخطوط العملاقة السعودية والناقل الوطني الشريك «ناس»، واجتهادات بعض الشركات المحلية، كلها اشتركت في حراك قوي لم تظهر له عيوب، ولله الحمد، وتهيّأت المطارات بعد تحولها إلى مطارات إقليمية نقلت زحام المدن الرئيسية إلى المطارات الإقليمية، محليّا وعربيّا، ولهذا كان البرنامج ناجحا ونحن نمضي في السفر في الشهر الأول، والإخوة في برامج جدولة الرحلات يسهرون ليلا ونهارا، لمتابعة تنقلات المصطافين، وهذا مقدّر لكل العاملين في الخطوط والطيران المدني، ومعهم قطار سار، وقطار الحرمين.

إن تفاؤلا يحدو كل مسافر أنه ودّع زمنَ «لم أجد حجزا»، أو الانتظار الطويل في المطارات الكبيرة، تساعدهم منظومة القطارات المريحة من الدمام حتى الجوف، ومن المدينة المنورة حتى مكة المكرمة.

وهناك أخبار تنقل البشرى عن قرب الانتهاء من مشاريع مماثلة بين المجمعة وميناء جدة في القريب العاجل، وعن خط يربط جدة بالليث، وهو ما كشفه وزير النقل ذات يوم، وأن ذلك يعدّ من مشاريع الرؤية التي أعلن عنها ولي العهد وأفصح عنها، وأن مرحلة التنفيذ قد بدأت، ومن الأدلة على ذلك افتتاح الخطوط الجوية العربية السعودية رحلاتها إلى مطار نيوم برحلات سياحية، وأنا متأكد أن القطار سيتحرك من الجوف إلى نيوم وتبوك، يأتي هذا ضمن مشاريع التنمية في قطاع النقل الذي كنت أتمنّى أن يتزامن معه نقلة سياحية في مجال التقنية والتنمية ومدن الترفيه، خصوصا على المناطق التي تنتظر دورها في حركة الإصلاح والتجديد من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده. لنأخذ منطقة الطائف وجبال السروات ومنطقة الباحة، وتهامة عسير ومنطقتها الجبلية عناية أكثر بإطلاق شركات وحركة عمرانية تنهض بمستوى السياحة، وإسنادها إلى صندوق الاستثمارات العامة الذي تعوّدنا منه كل فترة دفعة تجارية أو بروز شركات عالمية ومحلية.

ولعل ولي العهد يعقد دافوس الصحراء المقبل في إحدى المناطق الجبلية لصناعة الاستثمار، لجلب الاستثمار هناك بين جبال عسير وتهامة الساحل على البحر الأحمر، هنا في الصيف هناك في الشتاء، لأن عين المواطن أن تكون استثماراته في بلده، كما أكد على ذلك مهندس الرؤية الأمير محمد بن سلمان، وليكون أبناء الوطن بين رحلة صيفية وأخرى شتوية تُقضى في جازان والبرك والليث.

وبلادنا -ولله الحمد- شاسعة تنتظر شارة البدء من أمير الأحلام الذي لا يردّه سوى عنان السماء.

اليوم، أقدم بطاقة شكر إلى كل من أسهم في انسيابية الرحلات وخطوط النقل، وبدأنا نودّع زحام المطارات، وتأخير السفر جوا وبرا، عبر شبكة واعدة بدأت تتجُّه نحو الأفضل.